وحكمه : أنه فرض كفاية (١) وهو الآن ساقط لحصوله في الكتب ، وقام به جمع كثير.
لكن الناس على أقسام :
مجتهد مفسر كالشيخ عز الدين بن عبد السّلام (٢).
وآخر مفسر غير مجتهد كسيبويه (٣) والفارسي (٤) ، والزمخشري ؛ لم يحصّلوا أدوات الاجتهاد وحصلوا أدوات التفسير.
وآخر مجتهد غير مفسر حسبما ذكر الغزالي (٥) في شروط الاجتهاد : أنه لا يلزم
__________________
(١) فرض الكفاية : هو كل ما أوجبه الشرع على المجموع ليعملوا به ، فلو قام به أحدهم لسقط عن الباقين ؛ أي : إذا فعله من فيه كفاية سقط الحرج عن الباقين ، وإن تركوه كلهم أثموا كلهم.
(٢) هو : عبد العزيز بن عبد السّلام بن القاسم بن الحسن بن محمد المهذب الشيخ عز الدين بن عبد السّلام أبو محمد السلمي الدمشقي الشافعي شيخ المذهب ومفيد أهله ، ولد سنة سبع أو ثمان وسبعين وخمسمائة ، وله مصنفات حسان منها التفسير واختصار النهاية والقواعد الكبرى والصغرى وكتاب الصلاة والفتاوى الموصلية وغير ذلك ، توفي في عاشر جمادى الأولى سنة ستين وستمائة ، ودفن من الغد بسفح المقطم. البداية والنهاية ١٣/٢٣٥ ، طبقات الفقهاء ١/٢٦٧.
(٣) هو : إمام النحاة ، عمرو بن عثمان بن قنبر أبو بشر المعروف بسيبويه مولى بني الحارث بن كعب ، وقيل آل مولى الربيع بن زياد. وإنما سمي سيبويه ؛ لأن أمه كانت ترقصه وتقول له ذلك ، ومعنى سيبويه رائحة التفاح وقد كان في ابتداء أمره يصحب أهل الحديث والفقهاء ، وكان يستملي على حماد بن سلمة فلحن يوما فرد عليه قوله فأنف من ذلك فلزم الخليل بن أحمد فبرع في النحو ودخل بغداد وناظر الكسائي ، وقد صنف في النحو كتابا لا يلحق شأوه وشرحه أئمة النحاة بعده ، توفي في سنة ثمانين ومائة. قال الخطيب البغدادي يقال إنه توفي وعمره ثنتان وثلاثون سنة. البداية والنهاية ١٠/١٧٦ ، والكامل في التاريخ لابن الأثير ٥/٣٧٠ ، والمنتظم لابن الجوزي ٩/٥٤.
(٤) هو : أبو علي الفارسي الحسن بن محمد بن عبد الغفار النحوي صاحب التصانيف ، كان متهما بالاعتزال وقد فضله بعضهم على المبرد وكان عديم المثل ، ومن تصانيفه كتاب التذكرة وهو كبير وكتاب المقصور والممدود وكتاب الحجة في القراءات وكتاب الإغفال فيما أغفله الزجاج من المعاني وكتاب العوامل المائة وكتاب المسائل الحلبيات وكتاب المسائل البغداديات وكتاب المسائل الشيرازيات وكتاب البصرية وكتاب المسائل المجلسيات وغير ذلك وكان مولده سنة ثمان وثمانين ومائتين وتوفي في يوم الأحد لسبع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين ثلاثمائة ببغداد ودفن بالشونيزية ، ويقال له الفسوي بفتح الفاء والسين المهملة وبعدها واو نسبة إلى مدينة فسا من أعمال فارس : شذرات الذهب ٢/٨٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٦/٣٧٩.
(٥) الغزالي هو : الشيخ الإمام البحر حجة الإسلام أعجوبة الزمان ، زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي الغزالي ، صاحب التصانيف والذكاء المفرط ، تفقه ببلده ـ