اى ان مقاتلا استعمل طريقة التأويل (وهي طريقة الخلف) فى آية هود / ٣٧.
وفى الآيات الثلاث استعمل طريقة السلف (اى انها من المتشابه الذي نؤمن به كما ورد ، ونفوض المراد منه الى الله تعالى).
ومذهب السلف ومذهب الخلف لا غبار عليهما ، فالسلف عظموا الله ، والخلف نزهوا الله.
وقد اختلف المفسرون فى معنى العين الواردة فى القرآن الكريم مضافة الى الله تعالى.
ـ فابن جريج يفسر : (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) بمعنى ولتعمل على عيني (٣٨) وابو عبيدة يجعله مجازا فيفسرها : «ولتغذى ولتربى على ما أريد وأحب ، يقال : اتخذه لي على عيني ، اى على ما أردت وهويت» (٣٩).
وابن قتيبة يفسرها : «ولتربى بمرأى منى ، على محبتى فيك» (٤٠).
اما الطبري فيفسر كلمة العين فى أماكن كثيرة من تفسيره بدون ذكر لرجال السند «بمرأى منا اى ونحفظك ، ونحيط بك» (٤١) ولفظ العين مما اتفق لفظه واختلف معناه فى القرآن الكريم بحسب الاستعمال والتركيب (٤٢) فالعين من المشترك اللفظي ، اى ان لها عدة معان فى اللغة فقد تأتي بمعنى سحابة تجيء من قبل القبلة.
كما يسمى منبع الماء عين الماء ، وبمعنى التجسس ، والحسد ، والرقيب كقول ذؤيب :
ولو انى استودعته الشمس لاتقت |
|
اليه المنايا عينها ورسولها |
وقال جميل :
رمى الله فى عيني بثينة بالقذى |
|
وفى الغر من أنيابها بالقوادح |
__________________
(٣٨) الطبري ، تفسير : ١٦ / ١٦٢.
(٣٩) ابو عبيدة ، مجاز القرآن : ٢ / ١٦٢.
(٤٠) ابن قتيبة ، تاويل غريب القرآن : ٢٧٨.
(٤١) الطبري ، تفسير : ١٨ / ٧ ، ١٦ / ١٦٢ ، ٢٧ / ٣٧.
(٤٢) المبرد ، كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه فى القرآن المجيد : ٣.