ويلحق بهذا القسم كل ما أمر به لسبب ، ثم زال حكمه لزوال علته. كالامر بالمغفرة للذين لا يرجون لقاء الله. ثم نسخه بإيجاب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر (١٤). وكالنهى عن ادخار لحوم الأضاحي من اجل الدافة (١٥) ، ثم ورود (١٦) الاذن فيه فلم يعد منسوخا ، بل من باب زوال الحكم لزوال علته. حتى لو فجا اهل ناحية جماعة مضرورون تعلق باهلها النهى) (١٧).
ـ ٧ ـ
تقسيم الآيات المنسوخة عند مقاتل الى ستة اقسام
لقد قلنا ان عدد الآيات المنسوخة عند مقاتل اربع وأربعون آية. ويمكننا الآن ان نقسم هذه الآيات الى ستة اقسام :
١ ـ القسم الاول آيات منسوخة بآية السيف (١٨) وعددها ست عشرة آية.
٢ ـ القسم الثاني ليس فيها الا تخصيص العام وعددها خمس آيات.
٣ ـ القسم الثالث آيات ليس فيها الا تفسير المبهم وعددها آيتان.
٤ ـ القسم الرابع آيات لا تعارض بينها وبين ناسخها وعددها ثلاث عشرة آية.
٥ ـ القسم الخامس آيات هي فى حقيقتها اخبار وعددها خمس آيات.
٦ ـ القسم السادس آيات هي المنسوخ حقيقة وعددها ثلاث آيات.
وسنخصص جدولا لآيات كل قسم ، مع الاشارة الى جزء من الآية ، ثم نورد كل آية منسوخة على حدة. ونتبعها بالآية الناسخة لها عند مقاتل ، وتعقيبنا على دعوى النسخ. وجل هذا التعقيب مستخرج من كتاب (النسخ فى القرآن الكريم) لاستاذى الدكتور مصطفى زيد.
__________________
(١٤) البرهان : ٢ / ٤٢.
(١٥) وردت فى كتاب الاختيار شرح المختار باب الاضحية (من اجل الدافة) اى المجاعة. وانظر ايضا النسخ فى القرآن : ١١ / ١٢٩ فقرة ١٩٨ ، فقد وردت بلفظ الدافة.
(١٦) فى البرهان ثم ورد. وهي عطف على المصدر فالأنسب الإتيان بها بصيغة المصدر.
(١٧) البرهان للزركشى : ٢١ ـ ٤٢. وقد حرفت فيه كلمة «الدافة» الى «الرافة» مع انها «الدافة» فى نص الحديث الصحيح.
(١٨) الحقنا بهذا القسم ما فى حكمه مما امر به لسبب ثم زال حكمه لزوال سببه ، كالتوراث على الهجرة ثم التوارث على مطلق القرابة ـ كما فى الآية (٦) من سورة الأحزاب المنسوخة عند مقاتل بآخر آية فى سورة الأنفال.