في ذريته الطاهرة وان لا يخرج الإمامة من بيته الى غيره فأكرمه الله سبحانه بإجابة دعوته وقضاء حاجته فقرر الإمامة في ذريته وفي بيته الرفيع يرثها بعضهم عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها الله أشرف ذريته خاتم النبيين وامام الأئمة الموحدين فقلدها رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا وذريته المصطفين يرثها كابر عن كابر وصالح بعد صالح حتى أورثها الله تعالى خاتم الأئمة ومنقذ الأمة وغاية النور.
وقد حكى تعالى عنه عليهالسلام في القرآن الكريم الدعاء لذريته في مواقف شتى قال تعالى (وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) الى قوله (وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ). (وَيُزَكِّيهِمْ) الآية البقرة ـ ١٢٩ قال تعالى (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) إبراهيم ـ ٣٥ قال تعالى (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ) الآية إبراهيم ـ ٣٧ قال تعالى («رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) الآية إبراهيم ـ ٤٠ قال في المجمع ج ١ ص ٢٠١ وقيل انما ذلك على جهة التعرف» ليعلم هل يكون في عقبة أئمة يقتدى بهم انتهى.
وفي تفسير الرازي ج ٤ ص ٤٠ قال بعضهم انه تعالى أعلمه في ان ذريته أنبياء فأراد أن يعلم هل يكون ذلك في كلهم أو في بعضهم وهل يصلح جميعهم لذلك الأمر فأعلمه الله تعالى أن فيهم من لا يصلح لذلك انتهى.
أقول لا يخفى أن هذين القولين اقتراح محض وقول بلا دليل والحق المبين ما ذكرناه انه لما رأى من فضل ربه تعالى عليه سربه فسأل ربه بقلب مطمئن واثق ان يجعل ذلك في ذريته أيضا كما ذكرنا في ما تقدم والظاهر أن موقف هذه المسألة قد كان أواخر عمرة فإن الظاهر من الآيات الكريمة أنه عليهالسلام جاءه البشرى بالولد بعد ما هاجر من وطنه وبعد ما جرى بينه وبين نمرود الجبار ويظهر من بعض الروايات ان هاجر أم إسماعيل كانت قبطيّة ووهبها الملك القبطي لسارة زوجة إبراهيم فابتاعها إبراهيم من سارة فولدت له إسماعيل عليهالسلام.
قال تعالى حكاية عن إبراهيم (قالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ) ـ (قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) الآية الصافات ـ ١٠٢.
قال تعالى (وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً) ـ الى قوله تعالى ـ (وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ ـ قالَتْ