السنة الإلهية والى هذه الحقيقة القرآنية ففي الكافي ص ١٥٤ مسندا عن مولانا الرضا صلوات الله عليه قال الى ان قال «الإمامة» خص الله بها إبراهيم بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة شرفه بها وأشاد بها ذكره فقال (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) فقال الخليل سرورا بها ومن ذريتي قال الله (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم الى يوم القيامة فصارت في الصفوة ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال (وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ») فلم يزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا ورثها الله تعالى النبي فقال جل وتعالى (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُ). (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) فكانت خاصة فقلدها رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا (ع) بأمر الله على رسم ما فرض الله فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان ، الحديث.
أقول صرح عليهالسلام ان إبراهيم عليهالسلام شرفه الله تعالى بالإمامة بعد الخلة والنبوة مرتبة ثالثة وأشاد بها ذكره وقوله (ع) وورثها الله تعالى النبي وقلدها رسول الله (ص) عليا سيأتي الكلام فيه إنشاء من الفرق بين امامة رسول الله صلىاللهعليهوآله وامامة أوصيائه الأصفياء.
في الكافي ج ١ ص ١٣٥ مسندا عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال سمعته يقول ان الله اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا واتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا واتخذه رسولا قبل ان يتخذه خليلا واتخذه خليلا قبل ان يتخذه اماما فلما جمع له الأشياء قبض يده قال الله يا إبراهيم (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) فمن عظمها في عين إبراهيم قال (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
وفيه أيضا ج ١ ص ١٢٣ عن هشام بن سالم ودرست ابن أبي منصور قال قال أبو عبد الله (ع) الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات الى أن قال الذي يرى في النوم ويسمع الصوت ويعاين الملك مثل أولي العزم وقد كان إبراهيم نبيا ليس بإمام حتى قال الله (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما.
أقول مورد التقسيم في الرواية الشريفة الأنبياء والمرسلون والظاهرة بقرينة عطف المرسلين على الأنبياء ان المراد هم المرسلون لا الأنبياء المرسلون ويشهد على