وقيل (١) : أعطي الاسم [المخزون الذي كان يستجاب له به](٢) جميع ما يسأل ربه.
وقال بعضهم (٣) : كان أمية بن أبي الصلت (٤) ؛ على [ما قال عنه ـ عليهالسلام ـ](٥) : إنه «آمن شعره وكفر قلبه» (٦).
وقال بعضهم (٧) : نزلت الآية في منافقي أهل الكتاب ؛ قد كان أعطاهم الله الآيات ، فكفروا بها وكذبوها.
ولكن لا ندري فيمن نزلت ، وهو في جميع مكذبي الآيات ، ليس يجب أن ننص واحدا ، أو يشار إلى واحد نزلت فيه ، ولكن نقول : إنها في جميع مكذبي الآيات.
وقوله : (فَانْسَلَخَ مِنْها) : خرج منها ، و [قيل](٨) : نزع منها (٩).
__________________
ـ عمير عن نافع بن عاصم بن مسعود. قال : إني لفي حلقة فيها عبد الله بن عمرو ، فقرأ رجل من القوم الآية التي في الأعراف : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها)[الأعراف : ١٧٥] فقال : هل تدرون من هو؟ فقال بعضهم : هو صيفي بن الراهب. وقال آخر : بل هو بلعم ، رجل من بني إسرائيل ، فقال : لا! قالوا : فمن؟ قال : هو أمية بن أبي الصلت. وهكذا قال أبو صالح والكلبي ، وحكاه قتادة عن بعضهم.
(١) أخرجه ابن جرير (٦ / ١٢١) (١٥٤٢٢) عن السدي (١٥٤٢٣) عن ابن عباس بنحوه ، وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٢٦٧) وعزاه لابن أبي حاتم عن كعب.
(٢) في ب : المخزون كان يستجاب له.
(٣) أخرجه ابن جرير (٦ / ١٢٠) عن عبد الله بن عمرو برقم (١٥٤١٣ ـ ١٥٤٢٠) ، والكلبي برقم (١٥٤٢١).
وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٢٦٦) وزاد نسبته لعبد بن حميد والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والطبراني وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو.
(٤) أمية بن عبد الله أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عوف الثقفي : شاعر جاهلي حكيم. من أهل الطائف.
قدم دمشق قبل الإسلام. وكان مطلعا على الكتب القديمة ، يلبس المسوح تعبدا. وهو ممن حرموا على أنفسهم الخمر ونبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية. ورحل إلى البحرين فأقام ثماني سنين ظهر في أثنائها الإسلام ، وعاد إلى الطائف ، فسأل عن خبر محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوسلم فقيل له : يزعم أنه نبي. فخرج حتى قدم عليه بمكة وسمع منه آيات من القرآن ، وانصرف عنه ، فتبعته قريش تسأله عن رأيه فيه. فقال : أشهد أنه على الحق ، قالوا : فهل تتبعه؟ فقال : حتى انظر في أمره. وخرج إلى الشام ، وهاجر رسول الله إلى المدينة ، وحدثت وقعة بدر ، وعاد أمية من الشام ، يريد الإسلام ، فعلم بمقتل أهل بدر وفيهم ابنا خال له ، فامتنع. وأقام في الطائف إلى أن مات سنة ٥ ه.
ينظر : الأعلام (٢ / ٢٣) ، ووفيات الأعيان (١ / ٨٠) ، ونفح الطيب (١ / ٣٧٧).
(٥) في ب : على ما قيل.
(٦) أخرجه أبو بكر بن الأنباري في كتاب المصاحف ، والخطيب وابن عساكر والفاكهي وابن مندة عن ابن عباس ، وسنده ضعيف ، قاله المناوي كما في كشف الخفاء للعجلوني (١ / ١٩) ، وله شاهد من حديث الشريد بن سويد : أخرجه مسلم (١ / ٢٢٥٥).
(٧) أخرجه ابن جرير (٦ / ١٢٨) (١٥٤٥١) عن الحسن قال : هو المنافق.
(٨) سقط في أ.
(٩) أخرجه ابن جرير بنحوه (٦ / ١٢٣) (١٥٤٣٠) ، وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٢٦٧) ، وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن ابن عباس.