__________________
ـ كمثله شيء ، ففي الإصحاح السادس من سفر التثنية : «اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد» ، وفي الإصحاح الثالث والثلاثين من سفر التثنية : «ليس مثل الله» ، وفي الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا فسر يوحنا أبناء الله بمعنى المؤمنين بالله في قوله : «وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله ، أي المؤمنين باسمه» وقال : «إن الله لم يره أحد». وحيث إن عيسى قد رآه الناس ، فإنه بحكم الإنجيل لا يكون هو الله ؛ لقوله : «الله لم يره أحد قط».
وفي نفس الإصحاح يورد يوحنا كاتب الإنجيل : شهادة يحيى ـ عليهالسلام ـ الذي هو يوحنا المعمدان ـ بأنه ليس هو النبي الذي أخبر عن مجيئه موسى في سفر التثنية لينسخ شريعته. وقد كان يوحنا معاصرا لعيسى عليهالسلام ـ وكان هو وهو يدعوان اليهود لاقتراب ملكوت السموات ، مما يدل على أن النبي المنتظر لم يكن قد أتى قبل يحيى وعيسى ، وليس هو عيسى ولا يحيى ـ عليهماالسلام ـ يقول يوحنا : «وهذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه : من أنت؟ فاعترف ولم ينكر ، وأقر : أني لست أنا المسيح. فسألوه : إذا ما ذا؟ إيليا أنت؟ فقال : لست أنا. أنبي أنت؟ فأجاب : لا» فقد اعترف المعمدان بأنه ليس هو النبي المشار إليه في سفر التثنية ، وحيث إنهما معا دعوا إلى اقتراب ملكوت السموات ـ أي أن دعوتهما واحدة ـ فإن النبي المنتظر يكون آتيا من بعدهما ؛ فقد حكى متى ما نصه :
«من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول : توبوا ؛ لأنه قد اقترب ملكوت السموات» [متى ٤ : ١٧].
«وفي تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية قائلا : توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات» [متى ٣ : ١ ـ ٢].
ثانيا : ومن أوصاف النبي المنتظر : أن يكون من إخوة بني إسرائيل.
ولو كان هذا النبي من بني إسرائيل ، ما كان يقول : «من إخوتهم» وكان يقول : منكم. وحيث إن : لإسماعيل بركة ، وأنه أخ لإسحاق الذي هو جدهم ـ فإن المراد من إخوتهم : أنه سيأتي من آل إسماعيل ؛ لأن لإسماعيل بركة.
ففي الإصحاح السادس عشر من سفر التكوين : «وقال لها ملاك الرب : ها أنت حبلى فتلدين ابنا وتدعين اسمه إسماعيل ؛ لأن الرب قد سمع لمذلتك ، وأنه يكون إنسانا وحشيّا يده على كل واحد ويد كل واحد عليه ، وأمام جميع إخوته يسكن».
ثالثا : ومن أوصافه : المماثلة لموسى في الحروب والانتصار على الأعداء. وقد نصت التوراة على أنه لن يظهر في بني إسرائيل مثل موسى ؛ وعليه فإن الآتي يكون من غير جنسهم ؛ ففي الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر التثنية :
«ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه ، في جميع الآيات والعجائب التي أرسله الرب ليعملها في أرض مصر بفرعون وبجميع عبيده وكل أرضه ، وفي كل اليد الشديدة ، وكل المخاوف العظيمة التي صنعها موسى أمام أعين جميع إسرائيل».
رابعا : ومن أوصافه : أن يسمع له بنو إسرائيل ويطيعوا حتى ولو نسخ شريعة موسى. ولم ينسخ شريعة موسى إلا محمد ـ عليهالسلام ـ أما الأنبياء من موسى إلى محمد ـ عليهماالسلام ـ فقد كانوا على شريعة موسى ، حتى يسوع المسيح فإنهم كتبوا أنه كان على دين موسى ؛ لقوله : «لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس» [متى ٥ : ١٧] وقد صرح القرآن بذلك في قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)[الصف : ٦] فقد بين أنه موافق على التوراة التي هي أمامه في عصره. ولقد كان الربانيون ـ