قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٥ ]

تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٥ ]

418/519
*

والثاني : ليحذروا ويمتنعوا عن مثله والمعاودة إليه ؛ لما علموا أنه يطلع على جميع ما يسرون عنه ويكتمون.

والثالث : تنبيها للمؤمنين وتعليما لهم منه بأنه إذا وقع لهم مثل ذلك لا يشتغلون بالحلف طلبا لإرضاء بعضهم بعضا ، ولكن يتوبون إلى الله ، ويطلبون منه مرضاته.

وقوله ـ عزوجل ـ : (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ).

ذكر نفسه ورسوله ثم أضاف الرضاء إلى رسوله بقوله : (أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) ، ولم يقل : [أحق](١) أن يرضوهما ؛ فهو ـ والله أعلم ـ لأنهم إذا أرضوا رسوله رضي الله عنهم ، وكان في إرضائهم رسوله إرضاء له ، فهو (٢) ما ذكر أنهم (إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ) ثم أضاف الحكم إلى رسوله ؛ لأنهم إنما دعوا إلى أن يحكم الرسول بينهم.

وقوله : (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) ؛ لأن الخلاف والخيانة كان في حق الله ، وفي حق (٣) رسوله ، لم يكن في حق المؤمنين ؛ لذلك قال : (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) من المؤمنين.

ثم ذكر محادة (٤) الله ورسوله ، ثم اقتصر على رضاء رسوله ؛ لأنهم لم يقصدوا قصد مخالفة [الله ، وإنما قصدوا قصد مخالفة](٥) رسوله ، أو أن يكون ذكر إرضاء أحدهما ؛ لأن في إرضاء رسوله رضاء الرب ؛ كقوله : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) [النساء : ٨٠].

وقوله ـ عزوجل ـ : (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ)

[و] في الآية دلالة أنهم علموا أنهم معاندون (٦) في صنيعهم ، وعلموا أن من عاند وكابر بغير حق فإن له نار جهنم.

وقوله : (يُحادِدِ اللهَ).

يحتمل : يعاند الله.

وقيل (٧) : (يُحادِدِ اللهَ) : يشاقق الله ويخالفه ؛ وهو واحد.

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) في ب : وهو.

(٣) في ب : وحق.

(٤) في أ : مخادعة.

(٥) سقط في أ.

(٦) في أ : معاندين.

(٧) ذكره البغوي في تفسيره (٢ / ٣٠٧) ، وكذا أبو حيان في البحر (٥ / ٦٦).