قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٥ ]

تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٥ ]

374/519
*

أي : اضطروه إلى الخروج حين هموا بقتله ، حتى خرج من بين أظهرهم.

وقوله ـ عزوجل ـ : (ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ).

[ثاني اثنين](١) أي : لم يكن معه من البشر إلا واحد ؛ ليعلموا أن النصر لم يكن بأحد من البشر ، إنما كان بالله ـ تعالى ـ إذ بالواحد لا تكون النصرة والحفظ من ألوف ، يذكر فضل أبي بكر ، وكان هو ثانيه في كل أمره.

وقوله ـ عزوجل ـ : (إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) لم يكن حزن أبي بكر [خوفا](٢) على نفسه ، ولكن إشفاقا على رسول الله أن يصاب ، وكذلك روي في الخبر أنه قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا رسول الله ، إنك إن تصب يذهب دين الله ، ولن يعبد الله على وجه الأرض (٣).

وفي بعض الأخبار أن أبا بكر كان يبكي إشفاقا على رسول الله ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما يبكيك؟» ، فقال له : «يا أبا بكر ، ما ظنك باثنين ثالثهما الله» (٤).

وقيل (٥) : إنهما لما أتيا باب الغار سبق أبو بكر فدخل الغار ، وكان الغار معروفا بالهوام (٦) ، فألقمها أبو بكر قدميه ، فأطال ذلك ، فقال : إن كان فيه شيء بدا لي ، أو كلام نحو هذا ، ـ والله أعلم ـ.

[وقوله](٧)(إِنَّ اللهَ مَعَنا) [التوبة : ٤٠] : ليس بنهي عن الحزن و [الخوف على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٨) ، ولكن على تخفيف الأمر عليه وتيسير الحال التي هو عليها.

وقوله ـ عزوجل ـ : (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ).

قيل (٩) : أنزل سكينته على أبي بكر حين قال له رسول الله : «ما ظنك باثنين ثالثهما

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) سقط في أ.

(٣) انظر : تفسير الخازن والبغوي (٣ / ١٢٢).

(٤) أخرجه مسلم (٤ / ١٨٥٤) كتاب الفضائل باب من فضائل أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ (١ / ٢٣٨١) ، وابن جرير (٦ / ٣٧٥) (١٦٧٤٤) عن أنس ابن مالك.

والبخاري مطولا (٧ / ٣٢٩ ـ ٣٣٠) كتاب المناقب (٣٦١٥) عن البراء ابن عازب.

(٥) أخرجه البيهقي بمعناه في الدلائل (٢ / ٤٧٦) عن عمر بن الخطاب. وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٤٣٢) وعزاه للبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن عمر ابن الخطاب ولابن مردويه عن أنس.

(٦) هي الحشرات وهي كل ذى سم يقتل سمه. المعجم الوسيط (٢ / ٩٩٥) (هم).

(٧) سقط في أ.

(٨) سقط في أ.

(٩) ذكره ابن جرير (٦ / ٣٧٦).

والسيوطي في الدر (٣ / ٤٣٩) وعزاه لابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس وللخطيب في تاريخه عن حبيب بن أبي ثابت.