شاء ، بلطفه ، فعلى [ذلك](١) ظن أنه يجوز له أن يسأل ربه الرؤية ، فيريه بما شاء كيف شاء بلطفه كما [أسمع كلامه بلطفه لما](٢) ذكرنا.
وقوله ـ عزوجل ـ : (قالَ يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي).
سمى الله ـ عزوجل ـ موسى وسائر الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ بأسماء الجوهر : موسى ، وعيسى ، ونوح وإبراهيم ، وإسماعيل (٣) ، وإسحاق (٤) ، وسمى نبينا محمدا صلىاللهعليهوسلم : نبيّا ورسولا ، وذلك يدل على تفضيله ، وكذلك سمى سائر الأمم المتقدمة ب (يا بَنِي إِسْرائِيلَ) [البقرة : ٤٠] و (يا بَنِي آدَمَ) [الأعراف : ٣١] ، وسمى أمة محمد صلىاللهعليهوسلم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) [البقرة : ١٠٤] ، وقال : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) [آل عمران : ١١٠] ونحوه ،
__________________
(١) سقط في أ.
(٢) سقط في أ.
(٣) إسماعيل رسول ربّ العالمين ابن إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليهما وسلم ، قال الله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) [مريم : ٥٤ ، ٥٥] ، وقال تعالى : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) الآيات [البقرة : ١٢٧]. وقال تعالى : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) الآية البقرة : ١٢٦] ، وقال تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ)[آل عمران : ٣٣] وقال الله تعالى : (وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ)[الأنبياء : ٨٥ ، ٨٦] وقال تعالى : (وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ)[ص : ٤٨].
وروي : في صحيح البخاري ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يعوّد الحسن والحسين ـ رضي الله عنهما ـ : «أعيذكما بكلمات الله التّامّات من كلّ شيطان وهامّة ، ومن كلّ عين لامّة» ، ويقول : «إنّ أباكما كان يعوّذ بها إسماعيل وإسحاق» صلى الله عليهم أجمعين وسلم.
وفي البخاري ـ أيضا ـ عن سلمة بن الأكوع ـ رضي الله عنه ـ قال : مرّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم على نفر من أسلم يتناضلون ، فقال : «ارموا بني إسماعيل فإنّ أباكم كان راميا».
وفي صحيح مسلم عن واثلة بن الأسقع ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشا من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم». ينظر : تهذيب الأسماء (١ / ١١٨ ـ ١١٩).
(٤) إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن النبي ابن النبي وأبو النبيين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
والآيات في فضله كثيرة مشهورة ، قال الله تعالى : (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)[الصافات : ١١٢] وقال تعالى : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ* وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ)[الأنبياء : ٧٢ ـ ٧٣] ، وقال تعالى : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) الآية [البقرة : ١٣٦]. وقال تعالى : (وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ* إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ* وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ)[ص : ٤٥ ، ٤٦].
توفي بالأرض المقدسة ومشهور أن قبره عند قبر أبيه ، قيل عاش مائة وثمانين سنة صلىاللهعليهوسلم. ينظر : تهذيب الأسماء (١ / ١١٥ ـ ١١٦).