__________________
ـ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التوبة : ٢٨].
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : «بينما نحن في المسجد خرج علينا النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : انطلقوا إلى يهود ، فخرجنا معه حتى جئنا بيت المدارس ، فقام النبي صلىاللهعليهوسلم فناداهم فقال : يا معشر اليهود ، أسلموا تسلموا. فقالوا : قد بلغت يا أبا القاسم. فقال : ذلك أريد. فقال : أسلموا تسلموا. فقالوا : قد بلغت يا أبا القاسم. فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ذلك أريد. ثم قالها الثالثة فقال : اعلموا أنما الأرض لله ورسوله ، وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض ، فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه ، وإلا فاعلموا أنما الأرض لله ورسوله». متفق عليه ، ولفظه للبخاري.
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : يوم الخميس ، وما يوم الخميس ، قال : اشتد برسول الله صلىاللهعليهوسلم وجعه ، فقال : «ائتونى بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده أبدا» ؛ فتنازعوا ـ ولا ينبغي عند نبي تنازع ـ فقالوا : ما له ، أهجر ، استفهموه. فقال : «ذروني ، الذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه». فأمرهم بثلاث فقال : «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم» ، والثالثة إما سكت عنها ، وإما قالها فنسيتها. متفق عليه ، ولفظه للبخاري.
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : أن يهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأجلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بني النضير ، وأقر قريظة بعد ذلك ، فقتل رجالهم ، وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين ، إلا بعضهم لحقوا برسول الله صلىاللهعليهوسلم فأسلموا فأمنهم ، وأجلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يهود المدينة كلهم : بني قينقاع وهم قوم عبد الله بن سلام ، ويهود بني حارثة ، وكل يهودي كان بالمدينة. متفق عليه ، واللفظ لمسلم.
وعن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلما» رواه مسلم.
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : آخر ما عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يترك بجزيرة العرب دينان» رواه أحمد. وفي مسنده أيضا عن علي ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا علي إن أنت وليت الأمر بعدي فأخرج أهل نجران من جزيرة العرب». وفي المسند أيضا عن أبي عبيدة بن الجراح ـ رضي الله عنه ـ قال : آخر ما تكلم به رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب» قال بكر بن محمد عن أبيه : سألت أبا عبد الله عن قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب» قال : إنما الجزيرة موضع العرب.
وأما موضع يكون فيه أهل السواد والفرس فليس هو جزيرة العرب ، موضع العرب الذي يكونون فيه. وقال المروزي : سئل أبو عبد الله عن قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب» قال : هم الذين قاتلوا النبي صلىاللهعليهوسلم ، ليست لهم ذمة ، ليس هم مثل اليهود والنصارى ، أي يخرجون من مكة والمدينة دون الشام. يريد أن اليهود والنصارى يخرجون من مكة والمدينة.
قال إسحاق بن منصور : قال أحمد بن حنبل : ليس لليهود والنصارى أن يدخلوا الحرم. وقال أحمد بن حنبل : قال عمر : جزيرة العرب يعني المدينة وما والاها ؛ لأن النبي صلىاللهعليهوسلم أجلى يهود ، فليس لهم أن يقيموا بها ؛ وقال عبد الله بن أحمد : سمعت أبي يقول : حديث النبي صلىاللهعليهوسلم : «لا يبقى دينان بجزيرة العرب» تفسيره : ما لم يكن في يد فارس والروم.
وقال الأصمعي : كل ما كان دون أطراف الشام. وقال إبراهيم بن هانئ : سئل أبو عبد الله عن جزيرة العرب فقال : ما لم يكن في يد فارس والروم. قيل له : ما كان خلف العرب؟ قال : نعم.
وفى (المغني): (جزيرة العرب ما بين الوادي إلى أقصى اليمن). قاله سعيد بن عبد العزيز.
وقال الأصمعي وأبو عبيد : هي من ريف العراق إلى عدن طولا ، ومن تهامة وما وراءها إلى ـ