بأولى [بها](١) منا ، وكنا لكم ردءا.
وقال الذين أقاموا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لستم بأحق بها منا ، كنا نحن حرسا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فتنازعوا فيها إلى رسول الله ، فنزل : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ).
وقال أبو أمامة الباهلي (٢) : سألت عبادة بن الصامت (٣) عن الأنفال ، قال (٤) : فينا نزلت معشر أصحاب بدر حين اختلفنا وساءت فيه أخلاقنا ، إذ انتزعه الله من أيدينا فجعله إلى رسوله ، فقسمه على السواء (٥).
ومجاهد وعكرمة قالا (٦) : كانت الأنفال لله والرسول فنسخها : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ) [الأنفال : ٤١].
وكذلك روي عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : الأنفال : المغانم كانت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم خالصة ، ليس لأحد فيها شيء ، ما أصابت (٧) سرايا (٨) المسلمين من شيء أتوه به ،
__________________
(١) سقط في أ.
(٢) صديّ بن عجلان الباهلي ، أبو أمامة ، صحابي مشهور ، له مائتا حديث وخمسون حديثا. روى له البخاري خمسة أحاديث ، ومسلم ثلاثة. وعنه شهر بن حوشب ، وخالد بن معدان ، وسالم بن الجعد ، ومحمد بن زياد الألهاني ، وقال : كان لا يمر بصغير ولا كبير إلا سلم عليه. قال أبو اليمان : مات سنة إحدى وثمانين بحمص
(٣) عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن الخزرج الأنصاري ، أبو الوليد ، شهد العقبتين وبدرا ، وهو أحد النقباء. له مائة وواحد وثمانون حديثا ، اتفقا منها على ستة ، وانفرد البخاري بحديثين. وكذا مسلم. وعنه ابنه الوليد ، ومحمود بن الربيع ، وجبير ابن نفير ، وأبو إدريس الخولاني ، وخلق ، وكان ممن جمع القرآن علي عهد النبي صلىاللهعليهوسلم ، قاله محمد ابن كعب ، وبعثه عمر إلى الشام ليعلم الناس القرآن والعلم فمات بفلسطين ، قاله البخاري ، وقال الواقدي : بالرملة ، سنة أربع وثلاثين.
ينظر : الخلاصة (٢ / ٣٢) (٣٣٣٤) ، تهذيب الكمال (٢ / ٦٥٥) تهذيب التهذيب (٥ / ١١١) (١٨٩) ، الكشف (٢ / ٦٤) ، تاريخ البخاري الكبير (٦ / ٩٢).
ينظر : الخلاصة (١ / ٤٧٣ ، ٤٧٤) (٣١٢٨) ، تهذيب الكمال (٢ / ٦٠٦) ، الكاشف (٢ / ٢٨) ، تاريخ البخاري الكبير (٤ / ٣٢٦) ، الجرح والتعديل (٤ / ٢٠٠٤).
(٤) أخرجه ابن جرير (٦ / ١٧٢) ، (١٥٦٦٦ ، ١٥٦٦٧) ، وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٢٩٢) وزاد نسبته لأحمد وعبد بن حميد وأبي الشيخ وابن مردويه والحاكم والبيهقي في سننه عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت.
(٥) في أ : السؤال.
(٦) أخرجه ابن جرير (٦ / ١٧٥) ، (١٥٦٨٤ ، ١٥٦٨٦ ، ١٥٦٨٧).
وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٢٩٦) وعزاه لابن أبي شيبة والنحاس في ناسخه وأبي الشيخ عن مجاهد وعكرمة.
(٧) في ب : ما أصاب.
(٨) جمع «سرية» ـ بفتح المهملة ، وكسر الراء وتشديد الياء ـ : قطعة من الجيش. «فعيلة» بمعنى «فاعلة» ، من : سرى في الليل ، وأسرى : إذا ذهب فيه ، وفي الاصطلاح : فرقة من الجيش أقصاها ـ