الكلام (١) والفعل (٢) والقدرة (٣) والإرادة أن يجب الوصف به على نفي جميع معاني الشبه ،
__________________
(١) كلام الله ـ عزوجل ـ صفة أزلية قديمة قائمة بذاته ـ عزوجل ـ منافية للسكوت والآفة ـ كما في الخرس ـ ليست من جنس الأصوات والحروف ، بل بها آمر ناه ، ويدل عليها بالعبارات أو الكتابة أو الإشارة ، فتلك الصفة واحدة في ذاتها ، وإن اختلفت العبارات الدالة عليها ، كما إذا ذكر الله ـ عزوجل ـ بألسنة مختلفة ، فالصفة هي الأمر القائم بالغير ، وهو جنس في التعريف أو كالجنس ، وذلك بناء على النزاع في المفهومات الاصطلاحية هل هي حدود أو رسوم.
الأول : مبني على أنها وإن كانت أمرا اصطلاحيّا طارئا على المعنى اللغوي للكلام ، حيث إن الكلام في اللغة القول ـ يقال : أتى بكلام طيب ، أي : قول ـ إلا أنه ليس وراء ما اصطلح عليه المصطلح أمر آخر. فذلك الذي ذكر في تعريف تلك الصفة هو ذاتياتها بحسب الاصطلاح.
الثاني : مبني على أن لها قبل المعنى الاصطلاحي معنى وضع الواضع اللفظ ليدل عليه ، فذلك المعنى ثان بعد أول ، فهو عارض ، والتعريف بالعوارض رسم.
أما بعض المحققين فقد جزم بأنها رسوم ؛ لأن الاطلاع على ذاتيات تلك الصفات غير ممكن. والحد ما تركب من الذاتيات : الجنس والفصل ، وحيث إن الذاتيات لم يطلع عليها فلا تكون إلا رسوما ؛ لأنها بخواص هذه الصفات فحسب ؛ وذلك لأن الخواص مأخوذة في تعريف الصفات ، حيث أخذ في تعريف صفة الكلام أنها تتعلق دلالة ، وفي تعريف صفة القدرة أنها تتعلق تعلق تأثير.
وعلى ذلك ف «صفة» يشمل الصفة القديمة والحادثة ، قديمة : فصل أو كالفصل مخرج لغير الصفة القديمة وهو الصفة الحادثة.
أما الأقوال في القديم والأزلي فهي ثلاثة :
الأول : القديم : هو الذي لا ابتداء لوجوده. والأزلي : ما لا أول له ، عدميّا كان أو وجوديّا. فكل قديم أزلي ولا عكس.
الثاني : القديم : هو القائم بنفسه الذي لا أول لوجوده. والأزلي : ما لا أول له عدميّا كان أو وجوديّا ، قائما بنفسه أو غيره.
الثالث : القديم والأزلي : ما لا أول له ، عدميّا كان أو وجوديّا قائما بنفسه أو لا.
فعلى الأول : الصفات السلبية لا توصف بالقدم وتوصف بالأزلية ، وذلك بخلاف ذات الله ـ عزوجل ـ والصفات الثبوتية ؛ فإنها توصف بالقدم والأزلية.
وعلى الثاني : الصفات مطلقا لا توصف بالقدم وتوصف بالأزلية ، وذلك بخلاف ذاته ـ عزوجل ـ فإنها توصف بكل منهما.
وعلى الثالث : كل من الذات والصفات مطلقا يوصف بالقدم والأزلية.
فالقديم في التعريف صحيح على الرأي الأول والثالث ، وذلك بخلافه على الثاني.
قائمة بذاته ، للقيام معنيان :
قيام : بمعنى التبعية في التحيز كما في العرض بالنسبة لجوهره ، وليس قيام صفة الله ـ عزوجل ـ بذاته على هذا النحو ؛ حيث لا تحيز للذات حتى تتبعها الصفة فيه.
وقيام بمعنى آخر هو اختصاص الناعت بالمنعوت ، وهو المراد بقيام الصفة بذاته ، عزوجل.
ليس بحرف ولا صوت ؛ لأنه معنى نفسي ، وتلك أعراض مشروط حدوث بعضها بانقضاء البعض ؛ إذ امتناع التكلم بالحرف الثاني بدون انقضاء الحرف الأول بدهي ، خلافا لمذهب الحنابلة والحشوية والكرامية القائلين بأن كلامه منتظم من كلمات قائمة بذاته ، عزوجل : قديم عند الحنابلة حادث عند الكرامية.
منافية للسكوت والآفة : السكوت : عدم التكلم مع القدرة عليه ، والآفة : عدم مطاوعة الآلة ، إما ـ