بعد ما أقام عليه الحجة [وعلم] من المجيب منكم ومن الرادّ.
وقوله ـ عزوجل ـ : (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)(١).
قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (١٨٩) فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (١٩٠) أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (١٩١) وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ)(١٩٢)
وقوله : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً ...) الآية.
قال عامة أهل التأويل (٢) : إن آدم وحواء (٣) لما أهبطا تغشاها (٤) آدم ، فحملت ، فأتاها (٥) إبليس فقال : يا حواء ، ما هذا الذي في بطنك؟ قالت : لا أدري ، قال : لعله بهيمة من هذه البهائم : ناقة ، أو شاة ، أو بقرة ، قالت : لا أدري ، فأعرض عنها ، فلما
__________________
(١) هكذا ثبت في الأصول بدون شرح الآية.
(٢) أخرجه ابن جرير (٦ / ١٤٣ ـ ١٤٤) (١٥٥٢٢ ، ١٥٥٢٣) عن سعيد بن جبير والسدي وغيرهما.
(٣) حوّاء أمّ البشر ـ عليهماالسلام ـ هي بالمد ، قال أقضى القضاة الماوردي ـ في تفسيره ـ : اختلف العلماء في الوقت الذى خلقت فيه حواء على قولين ؛
أحدهما ـ قاله ابن عباس ، وابن مسعود ـ رضي الله عنهما ـ دخل آدم ـ عليهالسلام ـ الجنة وحده ، فلما استوحش ، خلقت له حوّاء في الجنّة ، من ضلعه.
والثاني ـ قاله ابن إسحاق ـ : أنها خلقت من ضلعه قبل دخوله الجنّة ، ثمّ أدخلا جميعا إلى الجنة.
وفي «تاريخ دمشق» لابن عساكر الحافظ أبي القاسم : أنّ حوّاء سكنت ب «بيت لهيا» قرية معروفة من «غوطة دمشق».
وفيه ـ بإسناده ـ : عن ابن عباس ، قال : سميت حواء ؛ لأنها أم كل شىء حي ، وفيه : أن حواء أهبطت من الجنة ب «جدة».
وفيه : عن عثمان بن الساج ، قال : بلغني أن حواء ولدت لآدم أربعين ولدا في عشرين بطنا ، وكانت تلد غلاما وجارية.
وعن ابن إسحاق ، عن الزهري ، وغيره ، أنهم قالوا : ولد لآدم في الجنة هابيل ، وقابيل ، وأختاهما.
قال ابن إسحاق : بلغني ـ عن غير هؤلاء ـ أنه لم يولد لآدم في الجنة ، والله أعلم أي ذلك كان.
وعن محيريز بن عبد الله ، عن ابن المسيب ، قال : سمعت عمر بن الخطاب ، يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «أخبرني جبريل ـ عليهالسلام ـ أنّ الله ـ تعالى ـ بعثه إلى أمّنا حوّاء حين دميت فنادت ربّها : جاء منّي دهم لا أعرفه ، فناداها : لأدمينّك وذرّيتك ، ولأجعلنّه لكنّ كفّارة وطهورا» قال الدارقطني : حديث غريب. ينظر : تهذيب الأسماء واللغات (٢ / ٣٤٠).
(٤) كناية عن جماعها.
(٥) في أ : فأتاهما.