أي : خلقني. وأخرج ابن عساكر عن الضحاك قال : أمسك الله عن عاد القطر ثلاث سنين ، فقال لهم هود : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً) فأبوا إلا تماديا. وأخرج أبو الشيخ عن هارون التيمي في قوله : (يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً) قال : المطر. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله : (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ) قال : شدّة إلى شدّتكم. وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله : (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ) قال : ولد الولد. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : (إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ) قال : أصابتك بالجنون. وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن سعيد قال : ما من أحد يخاف لصا عاديا ، أو سبعا ضاريا ؛ أو شيطانا ماردا فيتلو هذه الآية إلا صرفه الله عنه. وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ عن مجاهد : (إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) قال : الحق. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله : (عَذابٍ غَلِيظٍ) قال : شديد. وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن قتادة في قوله : (كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) قال : المشرك. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدّي قال : العنيد : المشاقّ. وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن السدّي في قوله : (وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً) قال : لم يبعث نبيّ بعد عاد إلا لعنت على لسانه. وأخرج ابن المنذر عن قتادة في الآية قال : تتابعت عليهم لعنتان من الله : لعنة في الدنيا ، ولعنة في الآخرة.
(وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (٦١) قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (٦٢) قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (٦٣) وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ (٦٤) فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (٦٥) فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (٦٦) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (٦٧) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ (٦٨))
قوله : (وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً) معطوف على ما تقدّم ، والتقدير : وأرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا ، والكلام فيه وفي قوله : (يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) كما تقدّم في قصة هود. وقرأ الحسن ويحيى بن وثّاب : وإلى ثمود بالتنوين في جميع المواضع. واختلف سائر القراء فيه فصرفوه في موضع ولم يصرفوه في موضع. فالصرف باعتبار التأويل بالحيّ ، والمنع باعتبار التأويل بالقبيلة ، وهكذا سائر ما يصح فيه التأويلان ، وأنشد سيبويه في التأنيث باعتبار التأويل بالقبيلة :
غلب المساميح الوليد سماحة |
|
وكفى قريش المعضلات وسادها |