وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ) قال : جهينة ومزينة وأشجع وأسلم وغفار. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله : (مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ) قال : أقاموا عليه ولم يتوبوا كما تاب آخرون. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال : ماتوا عليه : عبد الله بن أبيّ ، وأبو عامر الراهب ، والجدّ ابن قيس. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله (سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ) قال : بالجوع والقتل. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي مالك قال : بالجوع وعذاب القبر. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي عن قتادة قال : عذاب في القبر ، وعذاب في النار. وقد روي عن جماعة من السلف نحو هذا في تعيين العذابين ، والظاهر ما قدّمنا. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله : (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً) قال : كانوا عشرة رهط تخلفوا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم في غزوة تبوك ، فلما حضر رجوع رسول الله صلىاللهعليهوسلم أوثق سبعة منهم أنفسهم بسواري المسجد ، وكان ممرّ النبي صلىاللهعليهوسلم إذا رجع عليهم فلما رآهم قال : من هؤلاء الموثقون أنفسهم؟ قالوا : هذا أبو لبابة وأصحاب له تخلفوا عنك يا رسول الله حتى تطلقهم وتعذرهم ، قال : وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم حتى يكون الله هو الذي يطلقهم ، رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين ، فلما بلغهم ذلك قالوا : ونحن لا نطلق أنفسنا حتى يكون الله هو الذي يطلقنا ، فنزلت : (عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) وعسى من الله : واجب ، فلما نزلت أرسل إليهم النبي صلىاللهعليهوسلم فأطلقهم وعذرهم ، فجاءوا بأموالهم فقالوا : يا رسول الله! هذه أموالنا ، فتصدق بها عنا ، واستغفر لنا ، قال : ما أمرت أن آخذ أموالكم ، فأنزل الله عزوجل : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) يقول : استغفر لهم (إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) يقول : رحمة لهم ، فأخذ منهم الصدقة واستغفر لهم ، وكانوا ثلاثة نفر لم يوثقوا أنفسهم بالسواري فأرجئوا سنة لا يدرون أيعذبون أو يتاب عليهم؟ فأنزل الله عزوجل : (لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِ) إلى قوله (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا) إلى قوله (ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) يعني : إن استقاموا. وأخرج أبو الشيخ عن الضّحّاك مثله سواء. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الدلائل ، عن مجاهد في قوله (اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ) قال : هو أبو لبابة إذ قال لقريظة ما قال ، وأشار إلى حلقه بأن محمدا يذبحكم إن نزلتم على حكمه ، والقصة مذكورة في كتب السير. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدّي في قوله : (خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً) قال : غزوهم مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم (وَآخَرَ سَيِّئاً) قال : تخلفهم عنه. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) قال : استغفر لهم من ذنوبهم التي كانوا أصابوها (إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) قال : رحمة لهم. وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عبد الله بن أبي أوفى قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا أتى بصدقة قال : «اللهم صلّ على آل فلان ، فأتاه أبي بصدقته فقال : اللهم صلّ على آل أبي أوفى». وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) قال : هذا وعيد من الله عزوجل. وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبّان والحاكم ، والبيهقي