متلتلين. وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال : يلكزون. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سلمان في الآية قال : غير محمودين.
(وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٣٠) اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٣١) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (٣٢) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٣٣))
قوله : (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) كلام مبتدأ لبيان شرك أهل الكتابين ، وعزيز : مبتدأ ، وابن الله : خبره ، وقد قرأ عاصم والكسائي «عزيز» بالتنوين ، وقرأ الباقون بترك التنوين لاجتماع العجمة والعلمية فيه. ومن قرأ بالتنوين فقد جعله عربيا ؛ وقيل : إن سقوط التنوين ليس لكونه ممتنعا بل لاجتماع الساكنين ، ومنه قراءة من قرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ـ اللهُ الصَّمَدُ) (١). قال أبو عليّ الفارسي : وهو كثير في الشعر ، وأنشد ابن جرير الطبري :
لتجدنّي بالأمير برّا |
|
وبالقناة مدعسا مكرّا |
إذا غطيف السّلميّ فرّا |
وظاهر قوله : (وَقالَتِ الْيَهُودُ) إن هذه المقالة لجميعهم ، وقيل : هو لفظ خرج على العموم ، ومعناه : الخصوص ؛ لأنه لم يقل ذلك إلا البعض منهم. وقال النقاش : لم يبق يهودي يقولها؟ بل قد انقرضوا ؛ وقيل : إنه قال ذلك للنبي صلىاللهعليهوسلم جماعة منهم ، فنزلت الآية متضمنة لحكاية ذلك عن اليهود ، لأن قول بعضهم لازم لجميعهم ، قوله : (وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) قالوا هذا لما رأوا من إحيائه الموتى مع كونه من غير أب ، فكان ذلك سببا لهذه المقالة ، والأولى أن يقال : إنهم قالوا هذه المقالة لكونه في الإنجيل وصفه تارة بابن الله ، وتارة بابن الإنسان ، كما رأينا ذلك في مواضع متعددة من الإنجيل ، ولم يفهموا أن ذلك لقصد التشريف والتكريم ، أو لم يظهر لهم أن ذلك من تحريف سلفهم لغرض من الأغراض الفاسدة ؛ قيل : وهذه المقالة إنما هي لبعض النصارى ؛ لا لكلهم. قوله : (ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ) الإشارة إلى ما صدر عنهم من هذه المقالة الباطلة. ووجه قوله بأفواههم مع العلم بأن القول لا يكون إلا بالفم ، بأن هذا القول لما كان ساذجا ليس فيه بيان ، ولا عضده برهان ، كان مجرّد دعوى لا معنى تحتها ، فارغة صادرة عنهم صدور المهملات التي ليس فيها إلا كونها خارجة من الأفواه ، غير مفيدة لفائدة يعتدّ بها ؛ وقيل : إن ذكر الأفواه لقصد التأكيد ،
__________________
(١). الإخلاص : ١ ـ ٢.