الجنة إلا مؤمن ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد فإن أجله وأمده إلى أربعة أشهر ، فإذا مضت الأربعة أشهر فإن الله بريء من المشركين ورسوله ، ولا يحجّ هذا البيت بعد العام مشرك. وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال : بعثني أبو بكر في تلك الحجّة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى : أن لا يحجّ بعد هذا العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ثم أردف النبي صلىاللهعليهوسلم عليّ بن أبي طالب فأمره أن يؤذن ببراءة فأذن علي في يوم النحر ببراءة : أن لا يحجّ بعد هذا العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان. وأخرج الترمذي وحسنه وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات ، ثم أتبعه عليا وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات ، فانطلقا فحجّا ، فقام عليّ في أيام التشريق فنادى : إن الله بريء من المشركين ورسوله ، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ، ولا يحجنّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن ؛ فكان عليّ ينادي ، فإذا أعيا قام أبو بكر ينادي بها. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد ، والترمذي وصحّحه ، وابن المنذر والنحاس ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدّلائل ، عن زيد بن تبيع قال : سألت عليّا بأيّ شيء بعثت مع أبي بكر في الحج؟ قال : بعثت بأربع : لا يدخل الجنة إلّا نفس مؤمنة. ولا يطوف بالبيت عريان. ولا يجتمع مؤمن وكافر بالمسجد الحرام بعد عامهم هذا. ومن كان بينه وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد فعهده إلى مدّته ، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) الآية قال : حدّ الله للذين عاهدوا رسوله أربعة أشهر يسيحون فيها حيث شاؤوا ، وحدّ أجل من ليس له عهد انسلاخ الأربعة الأشهر الحرم ؛ من يوم النحر إلى انسلاخ المحرّم خمسين ليلة ، فإذا انسلخ الأشهر الحرم أمره أن يضع السيف فيمن عاهد إن لم يدخلوا في الإسلام ؛ ونقض ما سمى لهم من العهد والميثاق ، وأذهب الشرط الأوّل : (إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) يعني أهل مكة. وأخرج النحاس عنه نحو هذا ، وقال : ولم يعاهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد هذا أحد. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم والنحاس عن الزهري (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) قال : نزلت في شوّال فهي الأربعة أشهر : شوّال ، وذو القعدة ، وذو الحجة والمحرّم. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) قال : هو إعلام من الله ورسوله. وأخرج الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عليّ قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن يوم الحجّ الأكبر فقال : «يوم النّحر». وأخرجه ابن أبي شيبة والترمذي وأبو الشيخ عنه نحو قوله ، وأخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه عن عبد الله بن قرط قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أعظم الأيام عند الله يوم النّحر ثم يوم القرّ (١)». وأخرج البخاري تعليقا وأبو داود وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الحيلة عن ابن عمر :
__________________
(١). هو أول يوم من أيام التشريق.