قائمة الکتاب
إعدادات
مواهب الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٦ ]
مواهب الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٦ ]
المؤلف :آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مؤسسة أهل البيت (ع)
الصفحات :458
تحمیل
قوله تعالى : (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ).
مادة (لوي) تدل على الفتل ، والطي ، والإخفاء. والجامع في ذلك كله الميل ، قال تعالى : (لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ) المنافقون ـ ٥. أي أمالوا رؤوسهم والمراد ب (لي ألسنتهم) صرف الكلام عن معناه إما بالتحريف ، أو بالقرائة بلحن خاص. وقد بين سبحانه وتعالى ذلك في موضع آخر قال عزوجل : (مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ) النساء ـ ٤٦. ويستفاد من هذه الآية أن المراد من الفريق في المقام هم اليهود خاصة.
قوله تعالى : (لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ).
الحسبان هو الظن أي أن اللّي كان لأجل الإيهام عليكم ـ أيّها المؤمنون ـ بأن الكلام يشابه كلام الله تعالى وما هو من كلام الله.
وانما كرر سبحانه الكتاب لدفع اللبس ، فان الأول يراد به الكتاب المحرف ، والثاني كتاب الله المنزل ، وكذلك الثالث ، وانما وضع الظاهر موضع المضمر فيه لبيان أن كتاب الله أرفع منزلة من أن يشتمل على المفتريات والأباطيل ، وأعظم شأنا من أن يندرس بالتحريف.