بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٨))
بعد أن بين سبحانه وتعالى بعض احوال اهل الكتاب بما يثبت غرورهم وتكبرهم على الحق ، وأظهر أخلاقهم الفاسدة وشرح معايبهم ذكر هنا مظهرا من مظاهر غرورهم وهو نقض العهد وخيانة الامانة فان بعض اهل الكتاب أباحوا لأنفسهم استحلال أموال المسلمين اغترارا منهم بالعصبية الحمقاء ، وقالوا بأن الله تعالى خصهم بالكرامة وحباهم بالنعمة حيث جعل فيهم النبوة والملك ، وأن غيرهم لا حظ لهم منها ونسبوهم الى الأمية ، وكان من آثار هذا الاعتقاد الفاسد أنهم استحلوا نقض العهد مع غيرهم ، وأباحوا لأنفسهم سلب حقوق الناس ، ونهب أموالهم ، والخيانة معهم ، وأرادوا من ذلك حصر المؤمنين والضغط عليهم بالحرب الاقتصادية عليهم ولكنهم احتفظوا لأنفسهم هذه الحقوق ، وحظروا نقض العهود في ما بينهم ، وقد أوعدهم سبحانه وتعالى سوء الخاتمة ، وأشد العذاب والحرمان عن رحمته عزوجل جزاء كذبهم وافترائهم على الله تعالى.
التفسير
قوله تعالى : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ).
تأمنه من الايتمان. والقنطار هو المال الكثير المعبر عنه في الروايات