له بعد انقضاء الليل.
والآية تدل على أن طائفة من اليهود هي الآمرة لطائفة أخرى منها بالإيمان أول النهار والكفر اخرى ، مخادعة للمؤمنين أو كيدا بهم ، ومحاولة لا ضلالهم عن الحق ، وبعث الشك والارتياب في نفوسهم والتشكيك في دينهم ، وهذا من أهم الأعمال العدوانية التي مارستها اليهود ضد المسلمين وله الأثر الكبير في النفوس ، ويعتبر من أعظم الحروب النفسية مع المسلمين أبان الدعوة الاسلامية.
وفي التعبير ب (عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا) اشارة إلى ذلك ، فان قصدهم كان إضلال المؤمنين وحرمانهم من الثبات والاستقامة في الدين ، وإعلان هذه الحرب معهم دون نفس القرآن والإسلام ، فان لهم بالنسبة إليهما شأنا آخر إما الكتمان أو التمويه والخلط ونحو ذلك مما حكى الله تعالى عنهم آنفا.
واختلف المفسرون في متعلق الظرف في قوله تعالى : (وَجْهَ النَّهارِ) ... و (آخِرَهُ). فالمشهور إن وجه النهار متعلق بجملة (آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ). وآخره متعلق ب (وَاكْفُرُوا). أي خادعوا المؤمنين بهذا النحو من الخديعة ، وهي الايمان الصوري بالقرآن والرسالة أول النهار ، والالتحاق بالمؤمنين في هذا الوقت ، ثم إظهار الكفر والارتداد آخره ، إيماء الى أن القرآن والإسلام عاريان عن الصدق والحقيقة ، وأن ما ورد من البشارات في كتبهم لا تنطبق على هذا الدين الجديد ورسوله الكريم ، وإيهاما للمؤمنين بأن أهل الكتاب العالمين بهذا الدين لم يتحقق لهم صدق الرسول ، وحقانية الدين ، ولم يكن هو ذلك المبشر به ، فيرتاب المؤمنون في دينهم.
وقيل : ان الظرف متعلق ب (أنزل). أي آمنوا بالوحي النازل