وآله) وغيره ممن حصلت له قوة الاحتجاج والكلمة الحاسمة الفاصلة بين الحق والباطل وأحسّ ببرد اليقين في قلبه بالمباهلة ـ في دفع عناد المعاندين وإزهاق الدعاوى الباطلة غير المنصفة ـ قطعا للمعاذير وحسما لكل إصرار على الغي والضلال ، وارشدهم إلى كيفية الاحتجاج ووعدهم النصر والغلبة باذنه عزوجل.
والمباهلة من الأنبياء اظهار لاتصال نفوسهم القدسية بروح القدس وبيان لتأييداته تعالى لهم ، وارشاد الى انفعال عالم الشهادة وتأثره بعالم الغيب.
والمباهلة لا تصدر الا من النفوس الملكوتيّة ولذا كان لها التأثير الكبير على النفوس غير الكاملة وانفعالها بها كما انفعلت نفوس النصارى من نفس الرسول (صلىاللهعليهوآله) فتنازلوا عنها بعد قبولها لما استشعرت أنفسهم الخوف ، واحجمت عنها وطلبت الموادعة والمعاهدة خوفا من اللعنة وما يلحقهم من الوزر والوبال كما نصحهم رهبانهم في ذلك الحين.
التفسير
قوله تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ).
تفريع على ما تقدم من بيان الحق في عيسى (عليهالسلام) والضمير في «فيه» يرجع إما الى عيسى (عليهالسلام) الذي بين سبحانه وتعالى الأمر فيه بيانا شافيا بما لا يدع فيه الشك والارتياب وقد اشتمل على البراهين الساطعة والحجج القويمة. أو الى «الحق» المذكور في الآية السابقة الذي هو اقرب لفظا ويكون عبارة اخرى عن بيان اصل قصة عيسى (عليهالسلام).
والمحاجة تبادل الاحتجاج وهي تستعمل في الحق وغيره كما حصلت