بحث تاريخي
روى أهل السير والتواريخ حديث هجرة أصحاب النبي (صلىاللهعليهوآله) إلى الحبشة وما لقوه من المتاعب والمصائب وما جرى بينهم وبين النجاشي ، وهذه الهجرة كانت أول احتكاك بين المسلمين وبين غيرهم ، وقد أظهرت ثبات المسلمين ، وسمو أخلاقهم ، وعلو حجتهم ، وستبقى هذه الهجرة الميمونة رمزا للفداء والتضحية ، ولا بد للمسلمين أن يجعلوا هذه الهجرة محط انظارهم ويستفيدوا منها في تنظيم مجتمعهم والاحتكاك مع غيرهم ، ونحن ننقل هذه القصة لما تتضمن من الفوائد الجليلة ولتكون نورا يهتدي به المسلمون في جهادهم وكفاحهم وبلائهم.
وليست هي من سبب النزول في هذه الآيات المباركة المتقدمة وإن ذكرها المفسرون في المقام.
فقد روى الواقدي في أسباب النزول ، والخازن في تفسيره وغيرهما عن الكلبي عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، ورواه محمد بن إسحاق عن ابن شهاب ، قال : لما هاجر جعفر بن أبى طالب وأناس من اصحاب النبي (صلىاللهعليهوآله) إلى أرض الحبشة واستقرت بهم الدار وهاجر النبي (صلىاللهعليهوآله) إلى المدينة ، وكان من أمر بدر ما كان اجتمعت قريش في دار الندوة ، وقالوا : إن لنا في الذين عند النجاشي من اصحاب محمد ثأرا ممن قتل منكم ببدر فأجمعوا مالا وأهدوه إلى النجاشي لعله يدفع إليكم من عنده من قومكم ، ولينتدب