السابقة ، فقد ظنوا ان رسول الله (صلىاللهعليهوآله) هو الذي أوردهم إلى هذه المهلكة وحذرهم سبحانه وتعالى ان مثل هذا الظن الذي من وساوس الشيطان هو الذي استزلهم وأوردهم المهالك وأفسد قلوبهم.
ويبين سبحانه وتعالى ان الحياة والموت أمران طبيعيان داخلان تحت ارادته ومشيته والجميع يحشرون اليه تعالى والغاية التي لا بد للإنسان في كفاحه وجهاده من ابتغائها هي المغفرة والرحمة وهي الخير الذي يبتغيه كل عاقل.
التفسير
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا).
بيان الهي يرشد المؤمنين إلى التخلي عن اتخاذ الكافرين قدوة يحتذي بهم في الأقوال والأفعال والاعتقاد ، فان الكافر جاهل بحقيقة الدين ولا يعتقد الاعتقاد الحق فان مما اعتقده انه ينسب الحوادث والظواهر الكونية إلى اسبابها العادية فقط وإلى الصدقة دون الالتزام باستنادها إلى الله تعالى وتصرفه في العالم وان الأمور تجري بإرادته ومشيته وتقديره وقضائه. ومن المعلوم ان الاعتقاد الباطل يفضي بصاحبه إلى الخسران والشقاوة ، وقد نهى عزوجل المؤمنين ان يكونوا مثلهم في الجهل والخسران.
والمراد بالذين كفروا كل من يعتقد خلاف الحق سواء كان من المنافقين أم غيرهم. وقيل ان المراد بهم في المقام خصوص المنافقين ولكنه تخصيص بلا دليل مع ان الظاهر من الخطاب هو الأعم ، واما