مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) التوبة ـ ٢١ وهو يختص بالاطاعة في معصية الله تعالى وتشريع الاحكام والتسلط على الأبدان والأموال والاعراض.
وفي التعبير بالبعض إشارة إلى انهم من افراد البشر ومن جنسنا وان الفقر والحاجة يلازمانه فلا ينبغي إطاعتهم من دون الله المستجمع لجميع صفات الكمال ، ومن هو مربوب في ذاته كيف يكون ربا لمثله والخطاب عقلي قرره الله تعالى.
كما ان في قوله تعالى : (مِنْ دُونِ اللهِ) إعلاما بان كل ما يتوهمه الإنسان في ذلك هو في مرتبة نازلة وموهومة لا حقيقة لها ولا يمكن ان تجتمع مع الاعتراف بالربوبية لله تعالى.
ومن ذلك يعرف ان الخطاب يصلح ان يكون لليهود والنصارى والمشركين وان كان للنصارى الحظ الأوفر من هذه الموهومات والكل منهي عنه.
والآية الشريفة تبين حقيقة من الحقائق الاجتماعية وهي ان افراد الإنسان أبعاض متساوية في جميع شؤون الحياة وانهم في الغرائز الانسانية والطبيعة النوعية على حد سواء وان كل ما يوجب الخروج عن هذه الحقيقة باطل في نظر الإسلام الا ما فضل الله تعالى به بعضهم على بعض وفي غير ذلك منهي عنه لأنه تغيير لناموس الفطرة وهدم لكيان الانسانية وضياع للهدف السامي الذي خلق لأجله الإنسان وهو التعاون في سبيل نيل الكمال والتزود من الفضائل والأخلاق الحسنة ، وان الشعور بالتساوي يستدعي الحياة الهنيئة والترابط الوثيق بين افراد المجتمع والتعاون الأكيد بينهم وبه تنحل كثير من المشكلات وتزول الصعاب وهذا ما تؤكده آيات كثيرة في القرآن الكريم.