الله تعالى في القلب واحتقار ما سواه بحيث لم ير العبد شيئا غيره جلت عظمته وكلما اشتد ذلك في القلب وظهر أثره على الجوارح اشتدت الاستقامة ورسخت في النفس ، وحقيقة المجاهدات الشرعية سواء كانت نفسانية أو خارجية مع اعداء الله تعالى لا تكون إلا من سبل الاستقامة واستحكام حقيقة الشكر في النفس وظهور الخشوع والخضوع على الجوارح والجوانح وهذا هو السر في تكرار (الشَّاكِرِينَ) في الآيات المتقدمة وذكر صفاتهم وما يوجب رسوخ الشكر في النفس.
بحث روائي
في الدر المنثور عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) قال : «انهزم اصحاب رسول الله (صلىاللهعليهوآله) يوم أحد فبينا هم كذلك إذ اقبل خالد بن الوليد بخيل المشركين يريد ان يعلو عليهم الجبل فقال النبي (صلىاللهعليهوآله) اللهم لا يعلّون علينا اللهم لا قوة لنا الا بك اللهم ليس يعبدك بهذه البلدة غير هؤلاء النفر فانزل الله تعالى هذه الآيات وثاب نفر من المسلمين رماة فصعدوا الجبل ورموا خيل المشركين حتى هزموهم فذلك قوله تعالى : (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ).
أقول : لا ريب في علو الإسلام مطلقا حقيقة فضلا عن دعاء الرسول (صلىاللهعليهوآله).
وفي تفسير العياشي عن زرارة عن أبي عبد الله (عليهالسلام) في قول الله تعالى : (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ) قال :