ربيون كثير» على ان جميع ما ورد فيها من مكارم الأخلاق وأفضل المناقب ، وأنها من سبل الإحسان ومن اتصف بها يدخل في زمرة المحسنين الذين يحبهم الله تعالى.
ويستفاد منها أيضا انه لا بد للمؤمن من ملازمة الخضوع والخشوع وظهور آثارهما على الأقوال والأعمال حتى يحبهم الله تعالى.
السابع عشر : يدل قوله تعالى : (وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) ان هدف كل مؤمن في جهاده وكفاحه هو النصرة على القوم الكافرين وإخماد نارهم واذهاب شوكتهم وتطهير الأرض من مكائدهم ومفاسدهم واحقاق الحق وهذا هو المحق الذي ذكره عزوجل في ما سلف من الآيات الشريفة ويطلبه المؤمنون في دعوتهم ولا معنى لحقانية الحق في مقابل الباطل الا طلب النصرة عليه تكوينا واختيارا.
بحث عرفاني
الاستقامة في الحق وبالحق من ابرز مقامات الأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين والعرفاء الشامخين وهي عبارة عن الصراط المستقيم بل هي حقيقة الجنة التي تظهر في الآخرة بأحسن مطلوب ، ولا يمكن ان تحصل الاستقامة الا باختبار العبد وامتحانه وتمحيصه بأشد البلاء لتظهر مكارم أخلاقه الكائنة في نفسه واذهاب ما هو فاسد فيه فلو لم يكن اختبار لما كان هذا الجزاء الجزيل ولا ترتبت هذه الثمرات المطلوبة وبعد ذلك للتأييدات السماوية دخل في البين على نحو الاقتضاء لا العلية التامة وأس الاستقامة في الحق بالحق واساسها مبني على تجلي عظمة