واسمها المصدر المتحصل من ان وما بعدها. والاستثناء مفرغ من أعم الأشياء ، وقيل (قولهم) بالرفع على ان يكون اسم كان والخبر ان وما في حيزها أي : وما كان شيئا الا قولهم.
بحث دلالي
تدل الآيات الشريفة على أمور :
الاول : يدل قوله تعالى : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) ان الوهن والحزن في الحق قبيح عقلا مع العلم بالعلو ، فالنهي ارشادي لا ان يكون مولويا مع ان الحزن انما يكون على شيء قد خسره الإنسان وفات منه بدون عوض واما العمل الذي يكون محفوظا لديه عزوجل ويجزى عليه بأحسن وجه فلا وجه للحزن عليه.
وفي الآية الشريفة تأديب للمؤمنين في كيفية حزنهم وهمهم.
الثاني : يدل قوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) على ان الانتهاء عن الوهن والحزن انما يكون على قدر الايمان بالله تعالى لأنه جنة واقية تمنع المؤمنين عن الوقوع في المهالك.
وهذا الخطاب ينبه الإنسان إلى محاسبة نفسه والاستعداد للقاء الشدائد وأخذ الحيطة في الاقتحام في المهالك والنظر في مقدار الايمان ومعرفة خصوصياته فان الإمداد الالهي والنصر انما يكون على قدر اللياقة.
الثالث : يستفاد من قوله تعالى : (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ) أن القرح الذي أصابهم لم يكن نكاية ، والتعبير بالمس لتهوين المصاب والخطاب يفيد حضور مضمون الآية في أذهان المخاطبين