قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مواهب الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٦ ]

مواهب الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٦ ]

317/458
*

التعبئة :

لما رجعت قريش إلى مكة من بدر بعد اصابتهم الهزيمة والخذلان ـ قتلا واسرا ـ حرصت على الأخذ بثأرها من المسلمين وقد نذر أبو سفيان بن حرب ان لا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا وصممت على استعادة كرامتها وشرفها كما عرفت فاستعدت لذلك استعدادا تاما قرر كبراء قريش تخصيص ربح تجارة قافلة أبي سفيان التي جرت من أجلها معركة بدر لإنجاز هذه المعركة وتقويتها بالمواد والسلاح ، وقد كان ربح تلك التجارة ـ كما في السيرة الحلبية ـ خمسين ألف دينار فبذلوا الربح في معركة الثار ، وقال أبو سفيان : يا معشر قريش لا تدعوا نساءكم يبكين على قتلاكم فان الدمعة إذا خرجت أذهبت الحزن والعداوة لمحمد فلما غزوا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) يوم أحد أذنوا لنسائهم في البكاء والنوح» واجتمعت قريش للحرب بحدها ـ وهو البأس ـ وجدها ـ وهو العظمة والغنى ـ واحابيشها ـ وهم حلفاء قريش ـ ومن اطاعتها من قبائل كنانة واهل تهامة فكانوا نحو ثلاثة آلاف ، الفان وتسعمائة من قريش ومواليها واحابيشها ، ومائة من بني ثقيف ، بينهم سبعمائة دارع ومعهم مائتا فرس وثلاثة آلاف بعير ، وفي مجمع البيان عن الصادق (عليه‌السلام) : «ان القوة لما خرجت من مكة كانت ثلاثة آلاف فارس وألفي راجل» ولقد جاء المشركون من مكة إلى أحد وليس فيهم رجل واحد يمشي على قدميه واستصحب أكثرهم نساءهم للتشجيع ورفع المعنويات.

وقد بذلت نساء قريش ـ خاصة هند بنت عتبة زوجة أبى سفيان ـ