خرج من اهله الذين هم أولى الناس به غدوة ليعين مقاعد القتال ومواضع جيش المسلمين ، ولأهمّيّة الأمر وعظمته فقد خرج غدوة اليه وقدمه على سائر أموره ويستفاد منه قرب الموضع من مدينة الرسول ، وقد عينه التاريخ بانه جبل أحد كما هو المشهور المعروف هناك.
الثاني : يستفاد من سياق الخطاب العتاب واللوم على ما فعله المؤمنون من الوهن في العزيمة والفشل في القتال ولذا أعرض عزوجل عن خطابهم إلى خطاب النبي الكريم في عدة مواضع من هذه الآيات الكريمة ، منها قوله تعالى : (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ) ، وقوله تعالى : (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ) ، وقوله تعالى : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ). ووجه الخطاب إلى المؤمنين في كل مورد يستفاد منه اللوم والعقاب.
الثالث : يستفاد من مجموع الآيات الشريفة الواردة في المقام وغيره كثرة هموم نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) بالنسبة إلى شؤون أمته ، وقد قاسى في سبيل الله وإظهار كلمة الحق من الأعداء والمنافقين ما لم يقاسه أحد من أنبياء الله تعالى فان أنبياء الله تعالى خصوصا سيدهم (صلىاللهعليهوآله) دائما في حالة الجهاد والمحاربة مع غيرهم إلا أن مراتب الجهاد والمحاربة مختلفة قولا وعملا ، وذلك لأنهم مظاهر العقل المجرد واخلاق الله تعالى ومعارفه الواقعية ، ومثل ذلك إذا اختلط مع غيره إنما يكون من اختلاط العلم بالجهل المركب أو البسيط ، وعداء الطرفين معلوم لكل ذي شعور.
الرابع : يستفاد من قوله تعالى : (إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا) علم الله تعالى بالجزئيات كما تدل عليه الادلة العقلية والنقلية