بعض الكلام في اشتقاق هذه الكلمة.
والدعاء إلى الخير هو الدعاء إلى كل ما فيه صلاح الأمة دينا ودنيا وآخرة كما عرفت. وفي الحديث : «سأخبركم بأول امري : دعوة أبي ابراهيم وبشارة عيسى» دعوة ابراهيم (عليهالسلام) هي قوله تعالى : (رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ) البقرة ـ ١٢٩ وبشارة عيسى هي قوله تعالى : (وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) الصف ـ ٦.
والمعروف : كل ما هو خير وحسن عقلا ولم ينه عنه شرعا فهو اسم جامع يشمل طاعة الله جل جلاله والتقرب اليه والإحسان إلى الناس ، وفي الحديث : «اهل المعروف في الدنيا هم اهل المعروف في الآخرة» يعني من بذل معروفه في الدنيا واحسن العشرة مع الناس آتاه الله جزاء معروفه في الآخرة وروي عن ابن عباس في معنى الحديث : «يأتي اصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيغفر لهم بمعروفهم وتبقى حسناتهم جامة (جامدة) فيعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته فيغفر له ويدخل الجنة فيجتمع لهم الإحسان إلى الناس في الدنيا والآخرة».
والمنكر : هو ما أنكره العقل والشرع فيكون ضد المعروف.
وعطف الأمر بالمعروف على دعوة الخير يكون عطفا تفسيرا لبيان ان دعوة الخير هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولمعلومية الخير ومحبوبيته لدى الجميع فلا بد ان يكون المعروف والمنكر معلومين عند الداعي إلى الخير ، وللاعلام بأن المجتمع الذي بلغ من الكمال بالاعتصام بحبل الله تعالى صار المعروف عندهم هو الخير والمنكر هو الشر ، كما انه يمكن ان يكون أيضا لأجل ان المعروف والمنكر عند