قوله تعالى : (فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ).
بيان للابتهال. والمراد من اللعنة النكال والعذاب مطلقا ومنه البعد عن رحمته تعالى وتوفيقاته ، كما ان المراد بالكاذبين هم الذين كذبوا وافتعلوا الباطل في شأن عيسى (عليهالسلام) فيكون اللام للعهد اي : الكاذبين من احد طرفي المباهلة الواقعة بين الرسول (صلىاللهعليهوآله) وبين النصارى ويستفاد من ذلك ان احد الطرفين كان كاذبا والآخر كان صادقا ، وقد ذكرنا ان الآية الشريفة تجعل هذا الجمع مقابل الجمع فتكون الإفراد في كل طرف شركاء في الدعوى فلو كان أحد الجمعين كاذبا كان الإفراد يشتركون فيه ويلزمه اشتراك الإفراد في الجمع الآخر في الصدق ، وفي ذلك فضل عظيم لمن اشترك في دعوة الرسول (صلىاللهعليهوآله).
وفي إتيان الكاذبين جمعا الدلالة على ان في كل طرف افرادا متصفين بالدعوى سواء كانت صادقة أم كاذبة وهذا بخلاف ما ذكرنا في الأبناء والنساء والأنفس حيث انه لا يعتبر تعددا في كل عنوان ، إذ المنساق هو جعل هذا الجمع مقابل الجمع سواء تعددت الإفراد أم لا.
قوله تعالى : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ).
إشارة إلى ما قصه الله تعالى في امر عيسى (عليهالسلام) من ولادته إلى حين رفعه من عالم الأرض ، والقصص جمع القصة وهي مجموعة من المعاني يتابع بعضها بعضا من يقص فلان اثره اي يتبع اثره ومنه قوله تعالى : (وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ) القصص ـ ١١ وقال تعالى : (فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً) الكهف ـ ٦٤.
وفي تأكيد الجملة ب إن واللام وضمير المنفصل دلالة على ان هذا