على المعتق ، والناصر ، وابن العم ، والجار. قيل : والمراد هنا العصبة ، أي : ولكل جعلنا عصبة يرثون ما أبقت الفرائض. قوله : (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ) المراد بهم موالي الموالاة : كان الرجل من أهل الجاهلية يعاقد الرجل : أي يحالفه فيستحق من ميراثه نصيبا ، ثم ثبت في صدر الإسلام بهذه الآية ، ثم نسخ بقوله : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) وقراءة الجمهور : وعاقدت وروي عن حمزة أنه قرأ : «عقّدت» بتشديد القاف على التكثير (١) ، أي : والذين عقدت لهم أيمانكم الحلف ، أو عقدت عهودهم أيمانكم ، والتقدير على قراءة الجمهور : والذين عاقدتهم أيمانكم فآتوهم نصيبهم : أي ما جعلتموه لهم بعقد الحلف. قوله : (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) هذه الجملة مستأنفة ، مشتملة على بيان العلة التي استحق بها الرجال الزيادة ، كأنه قيل : كيف استحق الرجال ما استحقوا مما لم تشاركهم فيه النساء؟ فقال : (الرِّجالُ قَوَّامُونَ) إلخ ، والمراد : أنهم يقومون بالذبّ عنهنّ ، كما تقوم الحكام والأمراء بالذبّ عن الرعية ، وهم أيضا : يقومون بما يحتجن إليه من النفقة ، والكسوة ، والمسكن. وجاء بصيغة المبالغة في قوله : (قَوَّامُونَ) ليدلّ : على أصالتهم في هذا الأمر ، والباء في قوله : (بِما فَضَّلَ اللهُ) للسببية ، والضمير في قوله : (بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) للرجال والنساء ، أي : إنما استحقوا هذه المزية لتفضيل الله للرجال على النساء ، بما فضلهم به من كون فيهم : الخلفاء ، والسلاطين ، والحكام ، والأمراء ، والغزاة ، وغير ذلك من الأمور. قوله : (وَبِما أَنْفَقُوا) أي : وبسبب ما أنفقوا من أموالهم ، وما : مصدرية ، أو موصولة ، وكذلك هي في قوله : (بِما فَضَّلَ اللهُ) ومن : تبعيضية ، والمراد ما أنفقوه : في الإنفاق على النساء ، وبما دفعوه في مهورهنّ من أموالهم ، وكذلك ما ينفقونه في الجهاد ، وما يلزمهم في العقل (٢).
وقد استدل جماعة من العلماء بهذه الآية : على جواز فسخ النكاح إذا عجز الزوج عن نفقة زوجته وكسوتها ، وبه قال مالك والشافعي وغيرهما. (فَالصَّالِحاتُ) أي : من النساء (قانِتاتٌ) أي : مطيعات لله ، قائمات بما يجب عليهنّ من حقوق الله ، وحقوق أزواجهنّ. (حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ) أي : لما يجب حفظه عند غيبة أزواجهنّ عنهنّ : من حفظ نفوسهنّ ، وحفظ أموالهم ، «وما» : في قوله : (بِما حَفِظَ اللهُ) مصدرية ، أي : بحفظ الله. والمعنى : أنهنّ حافظات لغيب أزواجهنّ بحفظ الله لهنّ ، ومعونته ، وتسديده ، أو : حافظات له لما استحفظهنّ من أداء الأمانة إلى أزواجهن على الوجه الذي أمر الله به ، أو : حافظات له بحفظ الله لهنّ بما أوصى به الأزواج في شأنهنّ من حسن العشرة ، ويجوز أن تكون «ما» : موصولة ، والعائد محذوف. وقرأ أبو جعفر : (بِما حَفِظَ اللهُ) بنصب الاسم الشريف. والمعنى : بما حفظن الله ، أي : حفظن أمره ، أو حفظن دينه ، فحذف الضمير الراجع إليهنّ للعلم به ، و «ما» على هذه القراءة : مصدرية ، أو موصولة ، كالقراءة الأولى ، أي : بحفظهن الله ، أو : بالذي حفظن الله به. قوله : (وَاللَّاتِي تَخافُونَ
__________________
(١). والمشهور عن حمزة : (عقدت) مخففة القاف وهي قراءة عاصم والكسائي. [القرطبي ٥ / ١٦٧].
(٢). عقل القتيل : أعطى وليه ديته.