رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة ، فإذا أوصى حاف في وصيّته فيختم له بشرّ عمله فيدخل النّار ، وإنّ الرجل ليعمل بعمل أهل الشرّ سبعين سنة ، فيعدل في وصيّته ، فيختم له بخير عمله ، فيدخل الجنّة» ثم يقول أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم : (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ) إلى قوله : (عَذابٌ مُهِينٌ) وفي إسناده شهر ابن حوشب ، وفيه مقال معروف. وأخرج ابن ماجة عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قطع ميراث وارثه قطع الله ميراثه من الجنّة يوم القيامة». وأخرجه البيهقي في الشعب من حديث أبي هريرة مرفوعا. وأخرجه ابن أبي شيبة ، وسعيد بن منصور ، عن سليمان بن موسى قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فذكره نحوه. وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث سعد بن أبي وقاص «أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم أتاه يعوده في مرضه فقال : إنّ لي مالا كثيرا وليس يرثني إلّا ابنة لي أفأتصدق بالثلثين؟ فقال : لا ، قال : فالشّطر؟ قال : لا ، قال : فالثلث؟ قال : الثلث ، والثلث كثير ، إنّك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكفّفون النّاس». وأخرج ابن أبي شيبة عن معاذ بن جبل قال : إن الله تصدق عليكم بثلث أموالكم زيادة في حسناتكم ، يعني : الوصية. وفي الصحيحين عن ابن عباس قال : وددت أن الناس غضوا من الثلث إلى الربع ، لأن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «الثّلث كثير». وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال : ذكر عند عمر الثلث في الوصية فقال : الثلث وسط لا بخس ولا شطط. وأخرج ابن أبي شيبة عن علي قال : لأن أوصى بالخمس أحبّ إليّ من أن أوصي بالربع ، ولأن أوصي بالربع أحبّ إليّ من أن أوصي بالثلث ، ومن أوصى بالثلث لم يترك.
[فائدة] ورد في الترغيب في تعلم الفرائض وتعليمها : ما أخرجه الحاكم ، والبيهقي في سننه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تعلّموا الفرائض وعلّموه الناس ، فإني امرؤ مقبوض ، وإنّ العلم سيقبض ، وتظهر الفتن ، حتى يختلف الاثنان في الفريضة ، لا يجدان من يقضي بها». وأخرجاه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تعلّموا الفرائض وعلّموه ، فإنّه نصف العلم ، وإنّه ينسى ، وهو أوّل ما ينزع من أمتي». وقد روي عن عمر ، وابن مسعود ، وأنس آثار في الترغيب في الفرائض ، وكذلك روي عن جماعة من التابعين ومن بعدهم.
(وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (١٥) وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً (١٦) إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (١٧) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٨))
لما ذكر سبحانه في هذه السورة الإحسان إلى النساء ، وإيصال صدقاتهنّ إليهنّ ، وميراثهنّ مع الرجال ،