عبد بن حميد ، وأبو داود ، والترمذي ، وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الشعب عن أبي بكر الصديق قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما أصرّ من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرّة». وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم عن السدّي في قوله : (وَلَمْ يُصِرُّوا) فيسكتون ولا يستغفرون. وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل (وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) قال : أجر العاملين بطاعة الله الجنة.
(قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١٣٧) هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٨) وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (١٤٠) وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ (١٤١) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (١٤٢) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (١٤٣) وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ (١٤٤) وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ كِتاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (١٤٥) وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (١٤٦) وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (١٤٧) فَآتاهُمُ اللهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٤٨))
قوله : (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ) هذا رجوع إلى وصف باقي القصة. والمراد بالسنن : ما سنّه الله في الأمم من وقائعه ، أي : قد خلت من قبل زمانكم وقائع سنّها الله في الأمم المكذبة ، وأصل السنن : جمع سنة ، وهي : الطريقة المستقيمة ، ومنه قول الهذلي :
فلا تجزعن من سنّة أنت سرتها |
|
فأوّل راض سنّة من يسيرها |
والسنة : الإمام المتبع المؤتمّ به ، ومنه قول لبيد :
من معشر سنّت لهم آباؤهم |
|
ولكلّ قوم سنّة وإمامها |
والسنة : الأمة ، والسنن : الأمم ، قاله المفضل الضبي. وقال الزجاج : المعنى في الآية : أهل سنن ، فحذف المضاف ، والفاء في قوله : (فَسِيرُوا) سببية ؛ وقيل : شرطية ، أي : إن شككتم فسيروا. والعاقبة : آخر الأمر. والمعنى : سيروا فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ، فإنهم خالفوا رسلهم بالحرص على الدنيا ، ثم انقرضوا فلم يبق من دنياهم التي آثروها أثر. هذا قول أكثر المفسرين. والمطلوب من هذا السير