بالمدح محذوف ، أي : أجرهم ، أو ذلك المذكور. وقد تقدّم تفسير الجنات وكيفية جري الأنهار من تحتها.
وقد أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد : قال : كانوا يتبايعون إلى الأجل ، فإذا جاء الأجل زادوا عليهم وزادوا في الأجل ، فنزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً). وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن عطاء قال : كانت ثقيف تدين بني المغيرة لأجل في الجاهلية وذكر نحوه. وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن معاوية بن قرّة قال : كان الناس يتأوّلون هذه الآية (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) اتقوا لا أعذبكم بذنوبكم في النار التي أعددتها للكافرين. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر عن عطاء بن أبي رباح قال : قال المسلمون : يا رسول الله! أبنو إسرائيل كانوا أكرم على الله منا؟ كانوا إذا أذنب أحدهم ذنبا أصبح كفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه اجدع أنفك اجدع أذنك افعل كذا وكذا ، فسكت النبي صلىاللهعليهوسلم ، فنزلت : (وَسارِعُوا) الآية. وأخرج ابن المنذر عن أنس بن مالك في تفسير (وَسارِعُوا) قال : التكبيرة الأولى. وأخرج ابن جرير من طريق السدّي عن ابن عباس في قوله : (عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) مثل ما ذكرناه سابقا عن الجمهور. وأخرج نحوه عنه سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم من طريق كريب. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ) يقول : في اليسر والعسر (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ) يقول : كاظمين على الغيظ. وقد وردت أحاديث كثيرة : في ثواب من كظم الغيظ. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن النخعي في الآية قال : الظلم من الفاحشة ، والفاحشة من الظلم. وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، والطبراني ، وابن أبي الدنيا ، وابن المنذر ، والبيهقي عن ابن مسعود قال : إن في كتاب الله لآيتين ما أذنب عبد ذنبا فقرأهما فاستغفر الله إلا غفر له : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً) الآية. وقوله : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ) (١) الآية. وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير عن ثابت البناني قال : بلغني أن إبليس حين نزلت هذه الآية بكى (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً) الآية. وأخرج الحكيم الترمذي عن عطاف بن خالد قال : بلغني أنه لما نزل قوله تعالى : (وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا) صاح إبليس بجنوده ، وحثا على رأسه التراب ، ودعا بالويل والثبور ، حتى جاءته جنوده من كل برّ وبحر ، فقالوا : مالك يا سيدنا؟ قال : آية نزلت في كتاب الله لا يضرّ بعدها أحدا من بني آدم ذنب ، قالوا : وما هي؟ فأخبرهم ، قالوا : نفتح لهم باب الأهواء فلا يتوبون ، ولا يستغفرون ، ولا يرون إلا أنهم على الحق ، فرضي منهم بذلك. وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والحميدي ، وعبد بن حميد وأهل السنن الأربع ، وحسنه النسائي ، وابن حبان ، والدارقطني في الأفراد ، والبزار ، وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن السني ، والبيهقي في الشعب ، والضياء في المختارة عن أبي بكر الصديق سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما من رجل يذنب ذنبا ، ثم يقوم عند ذكر ذنبه فيتطهّر ، ثم يصلّي ركعتين ، ثم يستغفر الله من ذنبه ذلك ، إلا غفر الله له ، ثم قرأ هذه الآية : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً) الآية». وأخرج البيهقي في الشعب عن الحسن مرفوعا نحوه ، ولكنه قال : ثم خرج إلى براز من الأرض فصلى. وأخرج
__________________
(١). النساء : ١١٠.