وأخرج سعيد بن منصور عنه «من وجد إلى الحجّ سبيلا سنة ثم سنة ثم سنة ، ثم مات ولم يحجّ ، لم يصلّ عليه ولا يدرى مات يهوديا أو نصرانيا». وأخرج سعيد بن منصور عن عمر بن الخطاب قال : لو ترك النّاس الحج لقاتلتهم عليه كما نقاتلهم على الصّلاة والزكاة. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌ) قال : من زعم أنه ليس بفرض عليه. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في سننه عن ابن عباس في الآية قال : من كفر بالحج فلم ير حجه برا ولا تركه مأثما. وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي في سننه عن عكرمة قال : لما نزلت (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً) قالت اليهود : فنحن مسلمون ، فقال لهم النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله فرض على المسلمين حجّ البيت ، فقالوا : لم يكتب علينا ، وأبوا أن يحجّوا ، قال الله (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ). وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن عكرمة نحوه. وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر عن الضحاك قال : «لمّا نزلت آية الحج (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) الآية ، جمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم أهل الملل مشركي العرب والنصارى واليهود والمجوس والصابئين فقال : إن الله فرض عليكم الحج فحجوا البيت ، فلم يقبله إلا المسلمون ، وكفرت به خمس ملل ، قالوا : لا نؤمن به ، ولا نصلّي إليه ، ولا نستقبله ، فأنزل الله : (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ). وأخرج عبد ابن حميد ، والبيهقي في سننه عن مجاهد نحوه. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن أبي داود نفيع قال : «قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) الآية فقام رجل من هذيل فقال : يا رسول الله! من تركه كفر؟ فقال : من تركه لا يخاف عقوبته ، ومن حجّ لا يرجو ثوابه فهو ذاك». وأخرج ابن جرير عن عطاء بن أبي رباح في الآية قال : من كفر بالبيت. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الشعب عن ابن عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم في قول الله : (مَنْ كَفَرَ) قال : من كفر بالله واليوم الآخر. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن مجاهد مثله من قوله. وأخرج ابن جرير عن ابن زيد أنه سئل عن ذلك ، فقرأ : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ) إلى قوله : (سَبِيلاً) ثم قال : (وَمَنْ كَفَرَ) بهذه الآيات. وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود في الآية قال : (وَمَنْ كَفَرَ) فلم يؤمن به : فهو الكافر.
(قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ (٩٨) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٩٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ (١٠٠) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٠١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠٣))