الخمر ونهى عنها. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عنه قال : منافعهما قبل التحريم ، وإثمهما بعد ما حرّمهما. وأخرج ابن إسحاق ، وابن أبي حاتم عنه : أن نفرا من الصحابة حين أمروا بالنفقة في سبيل الله أتوا النبي صلىاللهعليهوسلم فقالوا : إنا لا ندري ما هذه النفقة التي أمرنا بها في أموالنا ، فما ننفق منها؟ فأنزل الله : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) وكان قبل ذلك ينفق ماله حتى ما يجد ما يتصدق به ، ولا ما يأكل حتى يتصدّق عليه. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه قال : العفو : هو ما لا يتبين في أموالكم ، وكان هذا قبل أن تفرض الصدقة. وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم والطبراني ، والبيهقي في الشعب عنه في الآية قال : (الْعَفْوَ) ما يفضل عن أهلك ، وفي لفظ قال : الفضل عن العيال. وأخرج ابن جرير عنه في قوله : (قُلِ الْعَفْوَ) قال : لم تفرض فيه فريضة معلومة ثم قال : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ) ثم نزلت في الفرائض بعد ذلك مسماة. وقد ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ، وابدأ بمن تعول». وثبت نحوه في الصحيح مرفوعا من حديث حكيم بن حزام. وفي الباب أحاديث كثيرة. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) قال : يعني في زوال الدنيا ، وفنائها ، وإقبال الآخرة ، وبقائها. وأخرج أبو داود والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والحاكم ، وصححه ، والبيهقي في سننه عنه قال : لما أنزل الله : (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) و (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى) الآية ، انطلق من كن عنده يتيم يعزل طعامه عن طعامه ، وشرابه عن شرابه ، فجعل يفصل له الشيء من طعامه ، فيحبس له حتى يأكله ، أو يفسد فيرمي به ، فاشتد ذلك عليهم ، فذكروا ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأنزل الله : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى) الآية. فخلطوا طعامهم بطعامهم وشرابهم بشرابهم. وقد روي نحو ذلك عن جماعة من التابعين. وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ) قال : المخالطة : أن يشرب من لبنك ، وتشرب من لبنه ، ويأكل من قصعتك ، وتأكل من قصعته ، ويأكل من ثمرتك ، وتأكل من ثمرته (وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) قال : يعلم من يتعمد أكل مال اليتيم ، ومن يتحرج منه ، ولا يألو عن إصلاحه (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ) يقول : لو شاء ما أحلّ لكم ما أعنتكم مما لا تتعمدون. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه في قوله : (لَأَعْنَتَكُمْ) يقول : لأحرجكم وضيق عليكم ، ولكنه وسع ويسر. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ) قال : ولو شاء لجعل ما أصبتم من أموال اليتامى موبقا.
(وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٢١))