ووقع في سائرهم الجدري والأسقام ، وانصرفوا وماتوا في الطريق متفرقين ، وتمزق أبرهة قطعة قطعة ... (١).
وقوله ـ سبحانه ـ (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) بيان للآثار الفظيعة التي ترتبت على ما فعلته الحجارة التي أرسلتها الطيور عليهم بإذن الله ـ تعالى ـ.
والعصف : ورق الزرع الذي يبقى في الأرض بعد الحصاد وتعصفه الرياح فتأكله الحيوانات. أو هو التبن الذي تأكله الدواب.
أى : سلط الله ـ تعالى ـ عليهم طيرا ترميهم بحجارة من طين متحجر ، فصاروا بسبب ذلك صرعى هالكين ، حالهم في تمزقهم وتناثرهم كحال أوراق الأشجار اليابسة أو التبن الذي تأكله الدواب.
وهكذا نرى السورة الكريمة قد ساقت من مظاهره قدرة الله ـ تعالى ـ ما يزيد المؤمنين إيمانا على إيمانهم ، وثباتا على ثباتهم ، وما يحمل الكافرين على الاهتداء إلى الحق ، والإقلاع عن الشرك والجحود لو كانوا يعقلون.
نسأل الله ـ تعالى ـ أن يجعلنا من عباده الشاكرين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________
(١) تفسير (صفوة البيان) ج ٢ ص ٥٦٩ للشيخ حسنين محمد مخلوف.