بسم الله الرّحمن الرّحيم
تفسير
سورة نوح
مقدمة وتمهيد
١ ـ سورة «نوح» ـ عليهالسلام ـ من السور المكية الخالصة ، وسميت بهذا الاسم لاشتمالها على دعوته ـ عليهالسلام ـ وعلى مجادلته لقومه ، وعلى موقفهم منه ، وعلى دعائه عليهم.
وكان نزولها بعد سورة «النحل» وقبل سورة «إبراهيم».
وعدد آياتها ثمان وعشرون آية في المصحف الكوفي. وتسع وعشرون في المصحف البصري والشامي ، وثلاثون آية في المصحف المكي والمدني.
٢ ـ وهذه السورة الكريمة من أولها إلى آخرها ، تحكى لنا ما قاله نوح لقومه ، وما ردوا به عليه ، كما تحكى تضرعه إلى ربه ـ عزوجل ـ وما سلكه مع قومه في دعوته لهم إلى الحق ، تارة عن طريق الترغيب وتارة عن طريق الترهيب ، وتارة عن طريق دعوتهم إلى التأمل والتفكر في نعم الله ـ تعالى ـ عليهم ، وتارة عن طريق تذكيرهم بخلقهم.
كما تحكى أنه ـ عليهالسلام ـ بعد أن مكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ـ دعا الله ـ تعالى ـ أن يستأصل شأفتهم. فقال : (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً. إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ ، وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً. رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ، وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً).