الوقت لا قيمة له ، لأنه جاء في وقت الاضطرار لا في وقت الاختيار.
ولفظ «سنة» في قوله ـ تعالى ـ : (سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ ..) منصوب على أنه مصدر مؤكد لفعل محذوف.
أى : سن الله ـ تعالى ـ ذلك ، وهو عدم نفع الإيمان عند حلول العذاب سنة ماضية في الناس ، بحيث لا تتخلف في أى زمان أو مكان.
(وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ) أى : في هذا الوقت الذي ينزل الله ـ تعالى ـ فيه العذاب على الكافرين يخسرون كل شيء ، بحيث لا تنفعهم لا أموالهم ولا أولادهم ولا آلهتهم التي كانوا يتوهمون شفاعتها.
وبعد : فهذا تفسير وسيط لسورة «غافر» نسأل الله ـ تعالى ـ أن يجعله خالصا لوجهه ، ونافعا لعباده :
وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ـ
كتبه الراجي عفو ربه
د. محمد سيد طنطاوى
القاهرة ـ مدينة نصر ـ مساء الثلاثاء
٩ من المحرم سنة ١٤٠٦
٢٤ / ٩ / ١٩٨٥ م