راكِعُونَ
(٥٥))
قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) أي : محبّكم الله بصدق العناية ، ومحبة الرسول تأديبهم
بالشريعة ، ومحبة المؤمنين الإيثار للنفس والمال إليهم بالأخوة.
قال سهل : أما
ولاية الله فهو الاختيار لمن استولاه ، وولاية الرسول عليهالسلام إعلام الله ورسوله أنه وليّ ، فيجب على الرسول أن يوالي
من والى الله.
(وَمَنْ يَتَوَلَّ
اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ
(٥٦) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا
دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ
وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ وَاتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٥٧))
قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ
وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) أي : من وقعت له تولية الله بمحبته ورؤية مشاهدته ووقعت
التولية من رسول الله بموافقته لطاعة الله ، وتوليه المؤمنين من جهة استعداد
الفطرة ورؤية أنوار الغيب في وجوههم ، فإنه محبوب الله ، ومحبوب رسوله ، ومحبوب
المؤمنين ، ويكون طالبا على نفسه وشيطانه بالنصرة الإلهية.
قال القاسم :
موالاة الله مشتقة من موالاة رسول الله ، ومولاة رسول الله مشتقة من موالاة السادة
والأكابر من عباده ، وهم المؤمنون ، ومن لم يعظم الكبراء السادة لا يبلغ إلى شيء
من مقام الموالاة مع الله ورسوله.
قال عليهالسلام : «من تعظيم جلال الله إكرام ذي الشيب المسلم» .
قال في قوله : (فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) قال : لأهوائهم وإرادتهم ومقاصدهم.
وقال بعضهم :
حزب الله أهل خاصته القائمين معه على شرائط الاستقامة.
(وَإِذا نادَيْتُمْ
إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا
يَعْقِلُونَ (٥٨) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ
آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ
أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ (٥٩) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ
مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ
الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً
وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ (٦٠) وَإِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنَّا وَقَدْ
دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما كانُوا
يَكْتُمُونَ (٦١) وَتَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ
وَالْعُدْوانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ
__________________