حيدر آباد ، وبقي الثاني بشيراز ، فكان من الوفق الإلهي ، أن صار كلّ واحد منهما بعد الافتراق مرجعاً لتلك البلاد وعالمها ورئيسها(١).
٧٧ ـ ومنهم شيخنا الشيخ سليمان بن صالح(٢) ، عمّ الشيخ أحمد وآل الشيخ يوسف ، فإنّه كان فاضلاً عالماً محقّقاً مدقّقاً ، وكان مع اشتغاله بالتدريس مشغولاً بأمر التجارة ، وكان تجّار البحرين يشترون اللؤلؤ ويقصدونه أوّلاً ويبيعون عليه قبل غيره ، نقل أنّه اشترى لؤلؤة من رجل من بني جمرة ، وهي لؤلؤة كبيرة بقيمة قليلة ، فاتّفق أنّ الشيخ أعطاها من يصلحها ، فأصلحها فباعها بخمسين توماناً ، فأرسل للذي اشتراها منه سابقاً ، وقال له : أنا أخذت رأسمالي منها وخذ أنت الفائدة ، فأبى فاتّفقا على الصلح بشيء منها(٣) ، توفّي رحمهالله سنة الخامسة والثمانين بعد الألف(٤).
* * *
__________________
(١) ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٧٠.
(٢) سليمان بن صالح بن عصفور الدرازي البحراني كان فاضلاً فقيهاً محدّثاً ، وكان مع كونه فقيهاً يشتغل بتجارة اللؤلؤ والغوص ، وكان مرجع البلاد وكان أهل الغوص يبيعون الجواهر ويقسمون الربح ـ توفّي في كربلاء المعلّى في سنة ١٠٨٥. ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٣٣٠ ، البلادي ، أنوار البدرين ١٥٩.
(٣) ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٨٧ ـ ٨٨.
(٤) اشتهرت البحرين بتجارة اللؤلؤ وهي في الوقت ذاته مركز هامّ لصيده وكانت سرّ أهمّية البحرين منذ آلاف السنين حيث جذب بريق اللؤلؤ أنظار من يشتغل في صيد اللؤلؤ ما يقرب من عشرين ألف شخص وكان ما يستخرج من اللؤلؤ يرسل إلى بلاد الهند ومن هناك يصدر إلى العالم الخارجي ـ ينظر ، محمّـد متولّي جغرافية الخليج العربي ، ط٢ ، الكويت ، ١٩٨٥ ، ٣٠٢ ـ ٣٠٧؛ العبيدي خضير نعمان ، البحرين ، ١٥٧ ـ ١٥٨.