الفصل التاسع
في ذكر من مات بعد المائة والألف من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)
٧٨ ـ ومنهم شيخنا الشيخ سليمان بن عليّ بن راشد أبي ظبية الشاخوري البحراني ، فإنّه كان مجتهداً صرفاً محقّقاً مدقّقاً ، توفّي السنة الحادية بعد المائة والألف(١) ، ورثاه السيّد عبـد الرؤوف الجدحفصي(٢)بقصيدة تضمّنت تاريخ وفاته ، وهي قوله :
صاح الغراب بغاقَ في رجب على |
|
موت الفقيه فأيّ دمع يدخر(٣) |
والتأريخ هو لفظ غاق.
صنّف فأكثر ، إلاّ أنّ له رسالة في تحريم صلاة الجمعة في زمن الغيبة مطلقاً(٤) ، وقد نقضها شيخنا الشيخ أحمد بن يوسف ، وقد أجاده ووافق الصواب في نقضه ، كان شيخنا سليمان بن عبـد الله جدّ شيخنا لاُمّه ملازماً له للقراءة ، فعيب عليه ، فأنشد في ردّهم يقول :
عاتبوني لمّا لزمت سليمان |
|
وجانبت جملة العلماءِ |
__________________
(١) سليمان بن راشد بن أبي ظبية البحراني الإصبعيّ الأصل الشاخوري المسكن. وهذا الشيخ مجتهد صرف توفّي سنة ١١٠١ هـ له عدّة مصنّفات منها رسالة في تحريم صلاة الجمعة في عصر الغيبة. ورسالة في حلّية التتن والقهوة وغيرها. ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٢٩٧.
(٢) السيّد عبـد الرؤوف بن الحسن بن عبـد الرؤوف بن أحمد بن حسين بن محمّـد ... ينتسب للإمام موسى الكاظمعليهالسلام ولد سنة ١٠١٣ وتوفّي ١١٠٦ وهذا السيّد من أجلاّء السادة ورؤسائهم في زمانه في البحرين ، من أهل جدحفص القرية المشهورة ، وكان شيخ الإسلام أي قاضي القضاة في بلاد البحرين ، ينظر ، البلادي ، أنوار البدرين ، ١٠٢.
(٣) موسوعة طبقات الفقهاء ١٢ / ١٣٨.
(٤) كتب الشيخ أحمد بن يوسف رسالة في وجوب صلاة الجمعة عتباً ردّاً على رسالة الشيخ سليمان بن علي ، ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١٣.