وأربعمائة ومات رحمهاللهليلة الثانية والعشرين من المحرّم سنة ستّين وأربعمائة بالغريّ(١) ودفن بداره.
نقل في كتاب [حياة القلوب] ، وكتاب [مجالس المؤمنين](٢) ، أنّ بعض المعاندين من المخالفين عرضوا على الخليفة العبّاسي أنّ الشيخ الطوسي سبّ الصحابة في كتاب [المصباح](٣) في دعاء عاشوراء ، فأمر الخليفة بإحضاره مع الكتاب فأحضر معه واستفسر منه الأمر فأنكر ففتح الكتاب وأراه العبارة وهي :
[اللّهمّ خصّ أوّل ظالم باللّعن وابدأ به الأوّل ثمّ الثاني ثمّ الثالث ثم الرابع والعن يزيد الخامس](٤) ، فقال الشيخ بديهة : ليس المراد ما عرض به المعاندون؛ بل المراد بأوّل ظالم قابيل قاتل هابيل وهو أوّل من بدأ بالقتل وسنّه ، والمراد بالثاني عاقر ناقة صالح واسمه قيدار بن سالف ، وبالثالث قاتل يحيى بن زكريّا ، وبالرابع ابن مجلم قاتل عليٍّ عليهالسلام ، فلما سمع منه
__________________
(١) يقصد به النجف وقال ياقوت : الغريّ الحسن من كلّ شيء وتثنّيه الغريّان وهما بناءان كالصومعتين بظاهر الكوفة قرب قبر عليّ بن أبي طالبعليهالسلام ينظر ، ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ٤/١٨٨ ـ ١٩٩.
(٢) مجالس المؤمنين ١/٤٨١ ـ ٤٨٢.
(٣) مصباح المتهجّد الكبير في أعمال السنة للشيخ الطوسي ذكر فيه ما يتكرّر من الأدعية وما لا يتكرّر وقدم فصولاً في أقسام العيادات وما يتوقّف منها على شرط وما لا يتوقّف ... (المصباح) من أجل الكتب في الأعمال والأدعية وقدوتها ـ الطهراني الذريعة ، ٢١/١١٨.
(٤) ورد الدعاء في المصباح كالآتي : [اللّهمّ خصّ أوّل ظالم باللعن منّي وابدأ أوّلاً ثمّ الثاني ثمّ الثالث ثمّ الرابع اللهم العن يزيد بن معاوية خامساً والعن عبيدالله بن زياد وابن مرجانة وعمر بن سعد وشمراً وآل أبي سفيان وآل زياد وآل مروان إلى يوم القيامة]ينظر ، الطوسي ، محمّـد بن الحسن ، مصباح المتهجّد ، دار مطبعة علمي ، د ت ـ ٥٤١.