٨ ـ ومنهم شيخنا ثقة الإسلام محمّـد بن يعقوب الكليني ، فإنّه من أجلّ علمائنا وأوثقهم وأفقههم في الحديث ، صنّف فأكثر(١) وقد عرض كتابه الكافي على صاحب الأمر عجّل الله فرجه فأقرّ بالعمل به(٢) ، وقد جدّد مذهب الإمامية على رأس الثلاثمائة نقل ابن الأثير من خواصّ الشيعة أنّ لهم على رأس كلّ مائة من يجدّد لهم دينهم فعلى رأس المائتين عليّ بن موسى الرضا عليهالسلاموعلى رأس الثلاثمائة الكليني وعلى رأس الأربعمائة المرتضى(٣) ، مات سنة تسع أو ثمان وعشرين وثلاثمائة ودفن بباب الكوفة بمقبرتها.
__________________
محمّـد بن سليمان ، قصص العلماء ، دار المحجّة البيضاء ، بيروت : ١٩٩٢ ، في ترجمة عليّ بن حسن بن موسى بن بابويه القمّي ٤١٠ ـ ٤١١.
(١) أبو جعفر محمّـد بن يعقوب بن إسحاق الرازي ، كهف العلماء الأعلام ومفتي طوائف الإسلام ومروّج المذهب في غيبة الإمامعليهالسلام كان له نشاط ثقافي في إيران توفّي ٣٢٩.
وهو مؤلّف كتاب الكافي الذي وضعه في غضون عشرين سنة وخلال أسفار متوالية وكان له أثر كبير في توسيع النطاق الثقافي للشيعة بوصفه أوثق راوي للأحاديث الشيعية ، ينظر ، الطوسي ، الفهرست ، ٣٦٣ ، القمّي ، عبّاس ، هديّة الأحباب مؤسّسة النشر الإسلامي ، ١٤٢٠ ، ٣٠٧ ، رسول جعفريان ، الشيعة في إيران ، ٢٨٠.
(٢) يرى بعض العلماء أنّ هذا الكتاب الذي أراده الكليني أن يكون مرجعاً للعلماء في معرفة أحاديث أهل البيت قد عرضها على الإمام محمّـد بن الحسن المهدي عجّل الله فرجه لاستخبار حاله منه ليعلم اعتبار أحاديثه ويتميّز الصحيح منها عن غير ما يستحسنه قائلاً (كاف لشيعتنا) ومع احتمال صحّة صدور هذا الأثر عنهعليهالسلامفإنّه لم يكن صريحاً بصحّة جميع محتوياته وصدورها عن الأئمّةعليهمالسلام ينظر ، العميدي ، ثامر هاشم ، الشيخ الكليني وكتابه الكافي في الفروع ، رسالة ماجستير ، منشورة ، جامعة الكوفة ، كلّيّة الفقه ، ١٩٨٩ ، ١٢٨.
(٣) جامع الأُصول ١١/٣٢٠ ـ ٣٢٣.