يقول : (وَكَانَ حَقّاً عَلَينا نَصرُ المُؤمِنينَ)(١) أتشهدون على عدوِّكم بالنّار ولا تشهدون لوليّكم بالجنّة؟ ما يمنعكم من ذلك إلاّ الضعف»(٢).
العاشر : ما رواه موسى بن عليّ القرشي كما في العيون(٣) ، قال الرضا عليهالسلام : «رفع القلم عن شيعتنا» فقلت : يا سيّدي كيف ذلك؟ قال : «لأنّهم أخذ عليهم العهد بالتقيّة(٤) في دولة الباطل ، يأمن الناس ، ويخافون ويَكفَّرون فينا ولا نُكفَّر فيهم ، ويُقتَلون بنا ، ولا نُقْتل بهم ، ما أحد من شيعتنا ارتكب ذنباً أو خطأً إلاّ أناله الله في ذلك بغمٍّ يمحّصُ عنه ذنوبه ، ولو أنّه أتى بذنوب بعدد القطر والمطر والرمل فينا فإن لم ينله في نفسه ففي أهله وماله ، فإن لم ينله في دنياه تخايل له في منامه ما يغتمّ به ، فيكون ذلك تمحيصاً لذنوبه»(٥).
الحادي عشر : ما رواه ابن شهرآشوب(٦) ، عن جابر الجعفي أنّه
__________________
(١) سورة الروم : ٤٧.
(٢) العيّاشي ، محمّـد بن مسعود ، التفسير ، ط٢ ، إيران ـ د ت ، ٢/١٣٨.
(٣) عيون أخبار الرضا ، للشيخ الصدوق ، كتاب يتضمّن طائفة من أخبار إمامته وحتّى وفاته وبعض كراماته ، وقد أهداه لخزانة الصاحب بن عبّاد كما أوضح ذلك في مقدّمة الكتاب. ينظر ، الصدوق ، محمّـد بن عليّ بن بابويه ، عيون أخبار الرضا ، المطبعة الحيدرية ، النجف : ١٩٧٠ ، ١/٢٦.
(٤) التقيّة في اللغة : الحيطة والحذر من الضرر والتوخّي منه ، في الاصطلاح : عرّفها جمع من العلماء بألفاظ متقاربة فهي عند الشيخ المفيد عبارة عن : كتمان الحقّ وستر الاعتقاد فيه. ومكاتمة المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعيق ضراراً في الدين والدنيا ، وعرّفها الشيخ الأنصاري (ت ١٢٨٢) : الحفظ عن ضرر الغير بموافقته في قول أو فعل مخالف للحقّ. ينظر ، التقية في الفكر الإسلامي ، سلسلة المعارف الإسلامية ـ مركز الرسالة ، الطبعة الأولى ، قم : ١٤١٩ ، ص ١٢.
(٥) الشيخ الصدوق ، عيون أخبار الرضا ، ٢/٢٣٧ ـ ٢٣٨.
(٦) مناقب آل أبي طالب ٣/٣٣٦.