قال الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(١) :
«كان المترجم له يوالي دبيساً صاحب الحلّة ، لذا كان يراسله سرّاً ويكشف له الخطط التي تدبّرها حكومة بغداد للقضاء على الإمارة المزيدية. اتفق أن غضب ابن أفلح على بوّابه مرّةً فضربه وطرده ، فاستشفع بالناس ليعفو عنه ويرجعه ، فلم يردّه إلى عمله ، فوشى عليه عند الخليفة : أنّه يراسل دبيساً سرّاً ، فأمر الخليفة بالقبض عليه ، فهرب إلى تكريت واستجار بعاملها بهروز المملوك السلجوقي ، وفي المحرّم سنة (٥١٧ هـ) أمر المسترشد بنقض داره الآنفة الذكر ، فنقضت ، وبقي ابن أفلح مدّة بتكريت ، ثمّ عفا عنه ورجع إلى بغداد. توفّي المترجم له سنة (٥٣٣ هـ) ـ وقيل سنة (٥٣٥ هـ) ، وقيل : (٥٣٧ هـ) ـ وعمره ٦٤ سنة ودفن بمقبرة قريش (المشهد الكاظمي)».
أقول :
يمكننا أن نستنتج تاريخ ولادة المترجم له من طرح سني عمره من تاريخ وفاته ، وعلى فرض أنّها عام (٥٣٣ هـ) فيكون تاريخ ولادته حدود عام (٤٦٩ هـ) ، وإن صحّ هذا التقدير فيمكننا استبعاد ما ذكره الشيخ يوسف كركوش(٢) عند ترجمة الأمير دبيس بن علي المزيدي جدّ الأمير سيف الدولة صدقة المزيدي حيث قال : «كان أبو الحسن علي بن افلح الشاعر الشهير كاتباً بين يديه في شبيبته» ، لأنّ وفاة الأمير دبيس بن علي المزيدي كانت عام (٤٧٤ هـ) والتي يكون فيها عمر ابن أفلح الشاعر حدود الـ(٥)
__________________
(١) تاريخ الحلّة ٢/٤٧.
(٢) تاريخ الحلّة ١/١٦.