قليلون ، وكان منهم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وأبيّ بن كعب الأنصاري ، وزيد بن ثابت ، ومعاوية بن أبي سفيان (بعد عام الفتح) ، وعبـد الله بن سعد بن أبي سرح (الذي ارتدّ في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمر (صلى الله عليه وآله وسلم) بقتله) ، وعثمان بن عفّان ، وآخرون.
٢ ـ انتشرت الكتابة في المدينة بعد هجرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فعندما وقعت غزوة بدر الكبرى وتمّ تأسير سبعين رجلاً من مشركي قريش وكان فيهم عدد من الكتّاب قَبِلَ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأُمّيّين الفدية بالمال وجعل فدية الكاتبين منهم تعليمهم المسلمين القراءة والكتابة ، فكلّف كلّ أسير بتعليم عشرة من المسلمين. وبذلك انتشرت الثقافة المكتوبة للقرآن في تلك المرحلة ، وازدهرت الأمصار الإسلامية بنعمة الثقافة الإسلامية ، وبقيت الأُمّية الصرفة بين الأعراب من البدو في الصحراء العربية.
٣ ـ لابدّ من التمييز بين من كان يكتب الرسائل والعهود زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين من كان يكتب الوحي ويجمع القرآن ، فإنّ في كتابة القرآن وجمعه أثراً عظيماً في حفظ الإسلام وعدم تحريف الكتاب المجيد ، بينما لم يكن ذلك الأثر في كتابة الرسائل ، فهذا عبـد الله بن أرقم كان كاتباً للرسائل فقط ولم يرد أنّه كان كاتباً للقرآن. قال في الاستيعاب في ترجمة عبـد الله بن الأرقم : «إنّه كان من المواظبين على كتابة الرسائل عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)عبـد الله بن الأرقم الزهري ...»(١).
وقد وقع في خطأ عدم التمييز بين كتابة الرسائل وكتابة القرآن بعض كبار المؤرّخين ومنهم اليعقوبي في تاريخه ، حيث أطلق الكلام حول كتّاب
__________________
(١) الاستيعاب ١/٦٩.