ولم أنس من ذلك شيئاً ولم يفتني من ذلك شيءٌ لم أكتبه ...»(١).
وكان الإمام عليهالسلام يعلّم المسلمين القراءة وأحكام الدين ، ويؤيّده رواية عن الإمام الباقر عليهالسلام يقول فيها : «كان علي عليهالسلام إذا صلّى الفجر لم يزل معقّباً إلى أن تطلع الشمس ، فإذا طلعت اجتمع إليه الفقراء والمساكين وغيرهم من الناس فيعلّمهم الفقه والقرآن»(٢).
وهذا عبـد الله بن مسعود يقول : «قرأتُ سبعين سورة من فيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقرأتُ البقية على أعلم هذه الأمّة بعد نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم)عليّ بن أبي طالب عليهالسلام»(٣).
مقدّمات حول كتابة القرآن الكريم(٤) :
لا شكّ أنّ الثقافة المكتوبة لم تكن متداولة بشكل واسع قبل الإسلام بل كانت الثقافة الاجتماعية ثقافة شفهية ، ولذلك فقد اُشير إلى المعلّقات السبعة التي علّقها العرب على جدار الكعبة قبل الإسلام بشيء من الاهتمام والإكبار لأنّه كان من النادر كتابة المواد الثقافية أو قراءتها ، وعندما جاء الإسلام أحدث ثورة حقيقية في الثقافة المكتوبة ، خصوصاً عند كتابة القرآن زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ومن أجل فهم الأجواء التي كانت سائدة زمن كتابة القرآن الكريم لابدّ من ترتيب النقاط التالية :
١ ـ إنّ الذين كانوا يعرفون الكتابة في الصدر الأوّل من الإسلام
__________________
(١) بحار الأنوار ـ رواه المجلسي باسناده عن سليم بن قيس الهلالي ـ ١٩/٢٦ الطبعة القديمة.
(٢) شرح نهج البلاغة ٤/١٠٩.
(٣) ينابيع المودّة ـ المودّة الثالثة : ٢٤٧.
(٤) انظر التفصيل في كتاب الصّدّيق الأكبر : ٢٦٩ ـ ٢٨٤ ، ٥٩٩ ـ ٦١٠.